أنا والفشل ... ودعوة عامة

2009-09-15

السلام عليكم ….

أعتقد بأن موضوع اليوم طريف، من حيث أنك – عزيزي القارئ – لم تشاهد أو تقرأ مثله على الأعم الأغلب، اليوم لن أتحدث عن مهاراتي وإمكانياتي وقدراتي، والمجالات التي أنا خبير بها، لكني سأتحدث عن سلبياتي (الحالية) وإخفاقاتي ومواطن ضعفي، إنها – أولاً – فرصة لأنقد ذاتي على الورق وعلناً، ثانياً فهي دعوة لنقد الذات. لقد كثر النفاق والمحاولات الغبية لتضخيم الذات، لقد نخرنا التشاوف وإدعاء ما ليس بنا نخراً من الداخل، وقد حان الوقت لتيار معاكس، قد (وأقول : قد) تتعكر صورتي لديك ومن الممكن أن “أنزل من عينك” ومن الممكن أن … وأن وأن ، لكن المهم هو الرصيد الإيجابي الذي سأكسبه من هذه التجربة …. فإلى نقدي لذاتي (الذي أرجوا ان يكون قاسياً) وبالله المستعان!

ملاحظة : هذا لا يعني أني فرحٌ مسرور بما يلي، ولا أنني لم ولن أسعى لتغيير هذا الواقع،وإنما هذه قراءة أخرى للواقع … واقعي الشخصي ….

  • فشلت، وكلي أسف، في الإنتظام على ممارسة الرياضة، فمنذ الصفوف الدراسية وأنا لا أمارس أي نوع من الرياضة (بإستثناء رياضة المشي المميزة)، جسدي الهزيل، ومناعتي الضعفية التي لا تقوى على الصمود أمام الهزّل من الفيروسات، لم تدفعني إلى بناء جسد رياضي قوي. إنتسابي لنادي الحديد لثلاثة أشهر (وقد كانت تجربة رائعة) لم يدم، إلى اﻵن لم أشترِ دامبلز كما وعدت نفسي في آخر مرة خرجت بها من النادي الرياضي الذي لم أعد إليه بعد، لم أعد أتناول البيضة مع كأس الحليب وسندويشة الجبن كل صباح، لم أنتظم على تناول الفواكه، نسيت أو تناسيت الإلتزام بكأس من الماء على الريق، التمارين الصباحية أصبحت في عداد الموتى، الركض صباحاً ما زال حبرا على الورق، بإختصار : كل خططي لتقوية بنيتي الجسدية ذهبت ادراج الرياح.
  • منذ عامين وأنا أرغب في تعلم اللغة العبرية، وإلى يومنا هذا وبعد كل الذي حصل، وبعد كل تلك المشادات، وبعد كل الملفات التي حملتها من الإنترنت، لم أحفظ إلا الأبجدية، ولم أكتب إلا الأحرف، وبعض الكلمات من هنا وهناك …. الفكرة ما زلت تشدني لكني لم أضع خطة مفصلة مبرمجة وتركت الأمر على “التياسير” (هذه الكلمة المغلوطة) … حسناً، هذه دعوة لأكتب خطة واقعية على النفس الطويل … يا معين
  • أخفقت في سنتي الدراسية الثانوية الثالثة من الحصول على المجموع الذي يهيئني لدخول كلية المعلوماتية، ها أنا اليوم في الهندسة الكهربائية، اليوم لست حزينا ولا مستاءً من ذلك ولا متحسراً ولا منزعجاً .. اليوم أرى الموضوع من زواية مختلفة تماماً … لكن يبقى هذا إخفاق من الإخفاقات الكثيرة … (كتبتها عزاءً لطلبة البكالوريا).
  • إلى اﻵن لم أتخلص من الكثير من الجمل والكلمات التي أريد أن أتخلص منها، مثل “يلعن ديبا” وهذه أقولها في مواطن الضعف، “ضالل هون؟” وأستخدمها كسؤال للطرف اﻵخر فيما إذا كان يريد البقاء في المكان (المفترض أن أدع كلمة “الضلال” وأستخدم “بقيان هون؟”)، “حبيبي عبيدة سكّر، التلفون إلي” أقولها لأخي الصغير عندما يرد على الهاتف ثم أرفع السماعة الثانية لأجده يتحدث مع أحد أصدقائي، وعلى الرغم من إستخدامي المستمر لكلمة “حبيبي” (على فكرة سلامي لكل أحبائي) فإنني وكما يقولون “أكسّر مقاديفو” يعني معنوياته..
  • بإستثناء عامي الأول، فأنا لا أواظب على أذكار الصباح والمساء، أو بدقة لا أقرأها كلها. بعيداً عن المزح فهذا أمر يضايقني بشدة، عسى وقد كشفت حقيقتي أمامكم أن تدعو الله لي، وعسى أن أشد من همتي بعض الشيء.
  • ينقصني – من بين الصفات التي تنقصني – الصبر والحلم، حتى في الأشياء التي أجد متعةً في ممارستها عادةً فإنه لا صبر لي عليها، فمثلاً أنا قارئ – ولله الحمد والمنة – ولربما أقرأ لثلاث ساعات متواصلة، ولكن لا صبر عندي لأكثر من ذلك، لا يمكنني الجلوس خلف طاولة الدراسة لأكثر من ساعتين متواصلتين، إذا رغبت في شراء شيء ما فإني لا أصبر وقد يؤدي عدم صبري هنا إلى دفعي لثمن أغلى أو حصولي على نوعية أقل، لا أصبر على سماعي للتفاهات، لا أصبر على أخي الصغير (آسف عبيدة)، لا أصبر على نوع واحد من الطعام لأكثر من أربعة أيام متتالية (هل ذكّرتكم ببني إسرائيل؟؟!)، لا أصبر على ….
  • لا أجيد برامج التصميم، ومهارتي في الرسم سيئة، خطي يبكي، معرفتي البرمجية توقف نموها منذ فترة، لم أنجح حتى اﻵن في جعل أي صديق من أصدقائي ينتقل نهائياً للأوبونتو، لم أتمكن من نقل أي فكرة من أفكاري لأي عضو من أسرتي، أكره الإجتماعات الضخمة في المواسم (كالأعياد) وأكره الضجيج والصراخ والعويل، لذلك لا تجدني في الكثير من المواطن المفترض أن يتواجد بها البشر …..

لا أمزح : هذا غيض من فيض …. ينتابني اﻵن إحساس بضرورة أن أعيد قراءة ما كتبت، لأحدد أحد هذه الخصال السيئة عساني أعمل على تغييرها، عد إلى هنا – عزيزي القارئ – في العام القادم؛ فقد تجد تشطيبات كثيرة إن شاء الله، ما رأيك أن تحدثنا عن نفسك؟ نعم! إنها دعوة لنقد الذات …..

هذه التدوينة كتبت تأسياً بالدكتور الكبير عبد الكريم بكّار …


comments powered by Disqus