الذهاب للمكتبة، والعثور على كنز

2013-11-11

اتصلتُ به قبيل الظهر “عِمت بخير يا صديق، أشعر برغبة في التلذذ بمنظر الكتب المصفوفة على الأرفف، والمحيطة بي من كل جانب، أتذهب معي إلى المكتبة؟”
وقتٌ طويلٌ جدًا مضى منذ آخر زيارة لي لمكتبات بيع الكتب في مدينتي، ربّما عامين تقريبًا، المرة الأخيرة كنت برفقة قنديل، في تلك المكتبة الساحرة ذات الحجارة السوداء.. لم أتوقف عن القراءة بالتأكيد خلال هذه الفترة، كنت أقرأ على شاشة حاسبي، أو مما يقع بين يديّ من كتب الأصدقاء، ومؤخرًا عن طريق حاسب سامسونج اللوحي.

انطلقنا معًا إلى المكتبة، أظن أنها الوحيدة المتبقية هنا، ذاته الرجل الخمسيني، يجلس وراء طاولته، ولجنا بحماس… السلام عليكم
شعرت بالسرور، أن شخصًا كهذا لا يزال هنا.. وأظنه كان شعورًا متبادلًا 😀

أقلّب الكتب، ما ألذّ الكتب الجديدة، وما أعبق سحرها، مسكت كتابًا، فخرجت من هذا العالم كلّه، منذ قليل سقطت بعض القذائف، وكان التوتر سيّد الموقف، لكن الآن بتّ في عالمٍ آخر، تلاشت كل مشاعري، وشعرت بنفسي أغرق في بحر عالم آخر، مختلف تمامًا..

“أبو زاهر.. لقيت كنز”
أمسك بين يديّ كتابًا جديدًا (الجدّة بالنسبة لي، وإلّا فهو مطبوع منذ 1994)
1
في منهج الفطرة، الشيء في ذاته، معلم لبناء الوجود كما هو معلم للعلم والفلسفة، للباحث السوري محمد عنبر

بدأت بقراءة مقدمة الكتاب، وشيئًا فشيئًا لم أعد أفهم، وكان هذا مؤشرًا مهمًا في قرار شرائي للكتاب 🙂

ينطلق المؤلف من فكرة أن الله خالق الوجود أودع في كلّ شيءٍ خلقه في هذا الوجود هداه، وأنه ما علينا لفهم أي شيءٍ في هذا الوجود إلا بالنظر فيه، لا خارجه (الشيء في ذاته)، وأن هذه الفكرة البسيطة والواضحة كالشمس ليست كذلك بالنسبة لثقافتنا، وحجر العثرة في طريق هذا الفهم هو الاصطلاح، والاصطلاح هو كلّ شيء لا يساوق (لا يجاري) بنائه بناء الوجود، ويقدّم مثالا صادمًا عن هذا الاصطلاح، كقول الفيزيائيّن أن الشيء ونقيضه يستحيل الجمع بينهما في المكان عينه والوقت عينه، بينما الجمع بين النقائض في ذات المكان والزمان هو شرطٌ ضروري (!) لبناء الوجود.

ألقوا نظرة (يمكن فتح الصور بنافذة جديدة للقراءة بشكل واضح)

23

هكذا يبدو أن الكتاب كمحاولة لشرح وتجلية مبدأ (الشيء في ذاته) في الوجود، العلم، الفلسفة.
بعد ذلك ألقيت نظرة على الفهرس، لأفاجئ بكم ونوع المواضيع التي يعالجها الكتاب، هذا فهرس أول ثمانين صفحة فقط من أصل 400 صفحة

2أحببت أن أشارككم فرحتي في الذهاب للمكتبة 🙂 والعثور على كنزٍ كهذا 🙂

comments powered by Disqus