أفضل ثلاثة كتب قرأئتها في 2009 وأنصح بها ..
2010-01-01
هل تقرأ أصلاً عزيزي القارئ! ما هو معدّل قرائتك ؟ هل تقدم الأعذار حينما يفتح موضوع القراءة : لا يوجد وقت، لا يوجد مال، لماذا أقرأ أساساً ؟؟ هل انت مقتنع بجدوى القراءة ..
في هذا العام قرأت بفضل الله 33 كتاباً في شتى المجالات …
العناوين التالية هي أفضل هذه الكتب،حيث تركتْ (وتتركُ وستترك) بصمة حقيقية في حياتي، أشعر بأن هذه الكتب مازالت تعتمل في داخلي، وبأنها ستنتج منتجات حضارية عدة على صعيدي الشخصي ..
بالتأكيد هناك كتب أخرى تستحق القراءة وساهمت بدفعي إلى الأمام هذا العام، ولكني قد اخترت هذه الثلاثة، وأوصي بقرائتها بشدة.
الكتاب الأول كتاب فكري، والثاني من فئة التطوير الشخصي، واﻷخير عمل روائي.
وقد تعمدت هذا التنوع، وإلا فإن بعض كتب الفكر التي قرأتها هذا العام قد تكون أهم من أهم عمل روائي قرأته، لكن التنوع مهم، إليكم اﻵن أهم ثلاثة عناوين في كل مجال :
(1) (البوصلة القرآنية) … الدكتور أحمد العمري، دار الفكر – الطبعة الثانية في طريقها إلى المطابع إن شاء الله :
تحدثت عن هذا الكتاب في تدوينتين مطولتين، الكتاب مادة دسمة للغاية وفوق أن تتصور ..
ينتقد المؤلف في كتابه – الذي يتجاوز الـ 600 صفحة – المؤسسة الدينية التقليدية والأفكار القائمة عليها،فهو يقول : بأن أفكار هذه المؤسسة هي التي أوصلتنا إلى كل هذا التخلف الذي نحن عليه اليوم، إنها تمد واقعنا بأسباب استمراره، إنها غير قادرة على تحقيق النهضة التي نطمح لها ..
وقد اخذ ملايين المسلمين حول العالم أفكار هذه المؤسسة على أنها تمثل دينهم الحقيقي دون محاولة للنقد أو النقاش، أي دون أن يعملوا عقولهم بها.
الخطاب القرآني اختار العقل وسيلة وغاية في ذات الوقت وهذا سر من أسرار إعجازه، لكن المؤسسة عمدت إلى تبني تأويلات لبعض آيات القرآن الكريم تحارب العقل ولغته والقيم العقلانية التي كانت أساس الإعجاز القرآني ..
يقول المؤلف : أن الخطوط العريضة التي غرسها الخطاب القرآني في فترة التكوين الأولى، والتي كانت بمثابة حجر الأساس واللبنة الأولية لكل ما تلاها من فرائض وشرائع، عندما نجد أن هذه الخطوط العريضة مفقودة بل معدومة [ومحاربة كما سنرى لاحقاً!!] في التفكير الديني التقليدي والشائع والمسيطر، فـإن الأمر لا يعود عادياً ولا بديهياً ولا حتى منطقياً”.
لذلك فإن مهمة الإبحار المختلف والمنطق الجديد ستكون بالغة الصعوبة بسبب “قداسة المؤسسة [الدينية] وعراقتها وقوتها المستمدة أساساً من احتمائها بالنصوص القرآنية والنبوية المقدسة وادعائها احتكار تأويلها لنفسها فقط”.
ويتابع : الخطاب القرآني يجعلنا نتأمل، نفكر ، نعي، ونغير، يفتح لنا عوالم جيددة لم نطأها من قبل، ويجعلنا نشارك في صنع العالم وتغييره، يجعل لصلاتنا معنى، ولزكاتنا معنى، ولصيامنا معنى، يجعل حياتنا كلها معاني متجددة ومتكاملة، إنه يمنحنا عقلاً يشكله حسب قواعده وأسسه، يمنحنا عيناً جديدة نبصر بها هذا الكون من جديد، يمنحنا بوصلة تحدد موقفنا وتميز اتجاهنا.
إنه خطاب يغرس روح التساؤل في عقول معتنقيه وكان هذا الدين هو الدين الوحيد الذي يقول نبيه دونما لف أو دوران نحن أحق بالشك من إبراهيم ، إنه الخطاب الذي يحث معتنقيه على النظر في آيات الكون وتتابع العلاقات بينها والتبحر في عالم الأسباب والأخذ بها بل واتباعها، إنه الخطاب الذي شكّل صدمة كبيرة لكل مفاهيم الجاهلية التي كرّست الوضع الدوني المتأخر لمجتمع الجزيرة العربية ومحور هذه السلبية هو الإستسلام الجاهلي للقدر كيفما كان ومهما كان،المؤسسة الدينية تقول بأن إبراهيم لم يتسائل ولم يشك (وحاشاه ذلك!!) والسؤال بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، المؤسسة تقول بأنه ليس ثمة أسباب ولا مسببات وكل الأمور تجري على عاداتها فحسب، تتابع الأمور حسب العادة دون أن يكون شيء سبباً لآخر … لقد قتلت العقل وقيمه ولغته وهي أهم ركيزة قام عليها الخطاب القرآني.
من تلك الخطوط العريضة : الإيجابية والبحث عن الأسباب، التي فصّل الكاتب تجليها في الخطاب القرآني، المؤسسة استبدلت التساؤل بالإستبداد، والعقلانية بالتقليد الأعمى، والإيجابية بسلبية وجبرية، إنها استبدلت الأسباب بتفسيرات خرافية للأشياء، واجتزئت النصوص من سياقاتها بدلاً من الفهم الشمولي والمقاصدي للقرآن والسنة
صدقني الكتاب سيضعك على مفترق خطير في حياتك ، هذا موقع المؤلف.
(2) (العادات السبع للأشخاص الأكثر فعّالية) ، ستيفن ر.كوفي – مكتبة جرير
من بين الكثير من كتب التطوير الشخصي التي قرأتها هذا العام، أعتقد بأن كتاب كوفي “العادات السبع” أفضلها على الإطلاق، وهو دروس فعّالة في عملية التغيير الشخصي. الكتاب مادة دسمة للغاية، كما يخلو تقريباً – وحسبما أرى – من سلبيات وعيوب كتب التطوير الشخصي ..
يعرض المؤلف في كتابه الضخم – 500 صفحة – معالجة شاملة ومتكاملة وواضحة المبدأ من أجل حل المشاكل الشخصية والمهنية.
هناك ثلاث أفكار أساسية, تشكل القاعدة التي ينطلق الكتاب منها نحو رسالته:
الإنسان يملك حرية الإستجابة تجاه المنبهات
طريقة النظر للمشكلة قد تكون هي المشكلة الحقيقية
الرجوع للصفات الأخلاقية المثالية
من خلال دمج هذه الأفكار الثلاثة, أصبحت الفكرة الأساسية التي ينطلق منها الكتاب هي: ( الرجوع للصفات الأخلاقية المثالية, عن طريق تغيير تصوراتنا الذهنية, باستخدام الحرية الممنوحة لنا, والموجودة في المسافة بين المنبه والاستجابة ).
للمزيد هنا
(3) (الخيميائي) ، باولو كويلو – رابط التحميل:
تحدثتُ مسبقاً عن الخيميائي، تحت عنوان : الخيميائي يرشدك لتحقق أسطورتك الشخصية.
ليست ككل الرواية، تقرأ تقطيعاً للوقت واستمتاعا بالوقت، وتحصيلاً لبعض الفائدة …
الخيميائي تمدك بشحنة عالية جداً من الإيجابية، وتجعلك تعود بشغف إلى الحياة … لأنها سستخبرك بأن لكل واحد منا – طالما أنه يعيش على الأرض – رسالة بطولية وأنه عليه أن يحققها، فمهما كان ما يفعله اليوم أحدنا فإن ذلك لمن يمنعه من أن يعيش أسطورته الشخصية … حسبما شرح وأفاد كويلو في الخيميائي …
اﻵن ماهي أكثر ثلاثة كتب مهمة برأيك قرأتها هذا العام ؟
شاركنا تجاربك …