ملخص كتاب القدس قضية كل مسلم

2009-04-06

لمؤلفه الدكتور يوسف القرضاوي
القدس قضية كل مسلم
حمل نسخة من المخلص بصيغة odt من هنا
[ المقدمة ]
اننا فى هذه الصحائف نريد أن ننبه الغافلين، أن نوقط النائمين، أن نذكر الناسين، أن نشجع الخائفين، أن نثبت المترددين، أن نكشف الخائنين، أن نشد على أيدى المجاهدين، الذين رفضوا الاستسلام، وتحرروا من الوهن، وصمموا على أن يعيشوا أعزاء، أو يموتوا شهداء. لأن القدس ليست للفسلطينين وحدهم ولا للعرب وحدهم إنها قصية كل مسلم، كلٌ على قدر قدرته.
[ الفصل الأول : القدس في إعتقاد المسلمين ]
القدس فى الاعتقاد الاسلامي، لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو اجماع الامة كلها من أقصاها الى أقصاها. أول ما تمثله القدس فى حس المسلمين وفى وعيهم وفكرهم الديني: أنها (القبلة الاولى) التي ظل رسول الله (ص) وأصحابه يتوجهون اليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة للبعثة المحمدية أى قبل الهجرة بثلاث سنوات، وظلوا يصلون إليها في مكة، وبعد هجرتهم إلى المدينة، ستة عشر شهراً، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة.و ثانى ما تمثله القدس في الوعي الاسلامي:ان الله تعالى جعلها منتهى رحلة الاسراء الارضية، ومبتدأ رحلة المعراج السماوية، فقد شاتء إرادة الله ان تبدأ هذه الرحلة الارضية المحمدية الليلة المباركة من مكة ومن المسجد الحرام، حيث يقيم الرسول (ص)، وان تنتهى عند المسجد الاقصى، ولم يكن هذا اعتبطا ولا جزافا، بل كان ذلك بتدبير الهى ولحكمة ربانية، وهي إعلان إنتقال القيادة الدينية للعالم من بني إسرائيل إلى أمة الإسلام.و القدس – بعد ذلك – ثالث المدن المعضمة في الإسلام؛فالمديتة الأولى في الإسلام هي مكة المكرمة، التى شرفها الله بالمسجد الحرام. والمدينة الثانية في الإسلام هي طيبة، او المدينة المنورة، التي شرفها الله بالمسجد النبوي، والتي ضمت قبر الرسول (ص). والمدينة الثالثة في الإسلام هي القدس أو البيت المقدس، والتي شرفها الله بالمسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله.
وفي الحديث ” الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد، ما عدا المسجد الحرام، والمسجد النبوي” (متفق عليه)،و الإسلام حين جعل المسجد الإقصى ثالث المسجدين العطمين في الإسلام، وبالتالي أضاف القدس الى المدينتين الإسلاميتين المعظمتين: مكة والمدينة، إنما أراد بذلك أن يقرر مبدأ هاما من مبادئه وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم، وليتمم لا ليحطم، فالقدس كانت أرض النبوات، والمسلمون أولى الناس بأنبياء الله ورسله كما قال الرسول (ص) ليهود المدينة: ” نحن أولى بموسى منكم “.
لقد وصف الله هذه الأرض (بيت المقدس) بالبركة في خمسة مواضع من القرآن الكريم، فهي أرض النبوات والبركات.
وهي أيضاً أرض الرباط والجهاد، عن النبي (ص) أنه قال: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، الا ما أصابهم من لأواء (أى أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك “، قالوا: وأين هم يا رسول الله ؟ قلا: “بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.”
[ الفصل الثاني : القدس تهود جهاراً ]
علينا أن ندرك تماماً أن اسرئيل تعرف متى ينهار المسجد، وهي محددة له وقتا معينا، توقع فيه ذلك وتعلنه، وهى ستختار الوقت المناسب لهذا الفعل، بحيث يكون العرب والمسلون مشغولين في هموم أخرى تلهيهم عن هذا الخطب الجسيم، أو تجعل احتجاجهم عليه مجرد صراخ لا يرد حقا، ولايقاوم باطلا! ويكون العالم أيضا مشغولا بخطب آخر، قد تكون اسرئيل أو الصهيونية العالمية هي صانعة ومدبرته. فما هو سبب ذلك؟
( الإستسلام الفلسطيني ) :
إن الاستسلام الفلسطيني الذي دفع اليه تسرب الوهن الى بعض الانفس، واليأس الى بعض القلوب والشعور بالمرارة من تخاذل الكثيرين من العرب، وارتماء بعضهم في أحضان الامريكان، وسقوط السوفيت، والإحساس بالرعب من الوحش الامريكي، وتحيزه الدائم لربييته اسراءيل، واستطالة طريق الجهاد، وكثرت تكاليفه، وضحاياه، كل أولئك سارع بدفع عدد من القادة الفلسطينيين الى قبول (السلام الاعرج) الذي عرضته اسرائيل، تحت عنوان (الارض مقابل السلام). ولكن ما معنى سلام يترك المشاكل الكبرى الاساسية كلها معلقة: مشكلة القدس،مشكلة الإستيطان، مشكلة اللاجئين، مشكلة الحدود. إن إسرائيل ماضية في خطتها واصرارها على تهويد القدس، وهى خطة ليست بنت اليوم ولا وليدة الامس. وقد حددت هدفها، ورسمت سياستها، ومارست تنفيذها،ان الذين ظلوا يحملون روح الشعب الفلسطيني المجاهد، وعناد مقاومته، واستعداده للتضحية، انما هم تلك الفئة المؤمنة التي وهبت حياتها وكل ما تملك من نفس نفيس، لتحرير الأرض المقدسة ومسجدها الأقصى. إنما هم أبناء حركة المقاومة الاسلاميةم (حماس) وأخوانهم وأعوانهم في (الجهاد) المقدس ومن يشد أزرهم من أبناء الشعب.
( العجز العربي ) :
و أظهر أسباب هذا العجز هو التفرق، الذي أصاب دول العرب، منذ شرخ (كامب ديفيد) واتفاقيتة التي أخرجت الشقييقة الكبرى: مصر، من المعركة المصرية للأمة، وقد استغل في ذلك: تخلي العرب عن مصر، وعدم وقوفهم معها ومعاونتهم لها، وقد خاضت أربع حروب من أجل فلسطين كلفتها الكثير من المال والرجال.و زاد هذا التفرق بعد (الحرب الخليج) الثانية، التي مزقت العرب شر ممزق، وخسروا فيها تضامنهم ووحدة مواقفهم، كما خسروا أموالهم.
( الوهن الإسلامي ) :
و كم أصابت هذه الأمة من آفات وأمراض، في أدوار من التاريخ، حسب أعداؤها أنها لن تبرأ منها، وأنها هي القاضية والقاتلة. ولكنها خرجت منها كما يخرج الذهب من النار، أشد صفاء، وأكثر لمعانا. أما سر الوهن وعلته: حب الدنيا وكراهية الموت. فاذا غيرت الأمة ما بنفسها، ولم تعد الدنيا أكبر همها ومبلغ علمها، ولم تعد تبالي: أوقعت على الموت أم وقع الموت عليها، هنالك يغير الله ما بها، ويبدل حالها من ضعف الى قوة، ومن ذلة الى عزة، ومن هزيمة الى نصر وتمكين.
( التفرد الأمريكي ) :
و أما التفرد الأمريكي بالنفوذ والهيمنة على العالم، حيث غدت هي القطب الأوحد. والعلمم المفرد، في توجيه السياسة الدولية، وفق مصالحها وأهوائها، وتسخير الأمم المتحدة وأجهزتها ومؤسساتها لخدمة أهدافها ورغباتها. التي لا يجوز لأحد الخروج عنها، أو التمرد عليها، والا كان العقاب له بالمرصاد، اقتصاديا وسياسيا، بل وعسكريا عند اللزوم…
وإنا لنرى في بروز روسيا والصين وكوريا كقوى تنازع أمريكا نوعاً من التدافع … سنة الله الباقية في خلقه.
والتفرد الأمريكي بدوره أفرز غياباً عالمياً عن حقيقة الصراع أو تحدي الظالمين.
[ الفصل الثالث : حقيقة المعركة بيننا وبين إسرائيل ]
( هل نعادي إسرائيل لأنها سامية؟ ) :
في الحقيقة لا، لسببين :
الأول: أننا ساميون أيضاً نحن العرب، لأننا في هذه المسألة أبناء عمومة مع اليهود.
الثاني: أن المسلمين عالميون انسانيون بحكم تكوينهم العقدي والفكري، وليسوا ضد أى عرق من العروق أو نسب من الأنساب، وقد علمهم دينهم أن البشرية كلها أسرة واحدة، تجمعهم العبودية لله، والبنوة لآدم،
على أن اليهود اليوم لم يعودوا كلهم ساميين، كما يزعمون، فقد دخل فيهم عناصر شتى من سائر أمم الأرض، كما هو معروف عن يهود (مملكة الخزر) وغيرهم. وهذا طبيعي، فاليهودية ديانة، وليست جنسية.
( هل نعادي إسرائيل لأنها يهودية؟ )
بالطبع لا، هذا فضلاً عن أن اليهود – من الناحية الدينية – أقرب إلى المسلمين في كثير من الأمور من النصارى، فاليهود لا يقولون بالتثليث،ولا يؤلهون موسى،واليهود يختنون أبنائهم،واليهود يشترطون الذبح لأكل لحوم الحيوانات، ويحرمون الخنزير ويحرمون التماثيل التي تصنع للملائكة أو الأنبياء، فلو أردنا محاربة اليهود من اجل العقيدة لحاربنا النصارى أولا من باب اولى.
ولكن هذا لا يلغي أن موقفهم من رسالة نبينا محمد على الصلاةو السلام أسوأ بكثير من موقف النصارى، فهم الذين غدروا مرارا وتكرارا وتآمروا وكادوا ورسموا المؤامرات.
(السبب الحقيقي لمعركتنا مع اليهود ) :
هو انهم اغتصبوا أرضنا وشردوا أهلنا وفرضوا وجودهم بالقوة. وهذا لا ينفي الطابع الديني للمعركة،فالمعركة – وإن كانت من أجل الأرض – فلها بواعثها الدينية، فإذا حاربونا بالتوراة حاربناهم بالقرآن، وإذا رجعوا إلى تعاليم التلمود رجعنا إلى البخاري ومسلم، وإذا قالوا : نعظّم السبت، قلنا : نعظّم الجمعة، واذا قالوا الهيكل، قلنا الأقصى ..
وقد تحدث القرآن عن أكبر هزيمتين بتاريخ اليهود في بداية سورة الإسراء، تدمير سيادتهم بالأسر البابلي، وانهاء وجودهم بالسحق الروماني، ثم قال (وإن عدتم عدنا) أي ان عادوا بالإفساد عاد الله لهم بالعقوبة.
(بطلان دعاوي اليهود في القدس وفلسطين عامة) :
وهنا لنا أن نسأل : لماذا وضع (هرتزل) عدة أقطار لتكون احداها هي الوطن القومي لليهود (إبتداءاً) ما دام أن لهم حق تاريخي في فلسطين، ولماذا لم يقع الإختيار على فلسطين إلا بعد فترة من الزمن، عندما اكتشف أن اليهود لا تروق لهم فكرة انشاء دولة سياسية يهودية، لذلك لجئ هرتزل الى اختيار فلسطين محولا الموضوع الى قضية دينية ليلهب عواطف جماهير اليهود ويدعوهم للتضحية من أجل أرض الميعاد المزعومة؟؟؟
والتاريخ يقول أن أول من سكن في القدس هم “اليبوسيون” من قبائل العرب القدامى ثم تلاهم الكنعانيون وهم عرب وغيرهم قرونا قرونا، وعندما جاء سيدنا إبراهيم الى فلسطين (كما تخبرنا أسفار العهد القديم) أقام بها 100 سنة وتوفي وله اسحاق ولم يملك شبراً من فلسطين، ثم توفي اسحاق وله ابنه يعقوب ولم يملك أيضا شبرا واحداً، ثم ارتحل يعقوب الى مصر واقام بها وكان عدد أولاده وأحفاده عندما دخلوا مصر 70 نفساً … هذا هو تاريخ أنبياء بني اسرئيل في فلسطين فأي حق تاريخي لهم إذا؟؟
ومعنى هذا أن المدة التي عاشها إبراهيم وابنه إسحاق، وحفيده يعقوب في فلسطين: (230) سنة، وقد كانوا فيها غرباء لا يملكون من أرضها ذراعًا ولا شبرًا.
ثم عاش بنو اسرائيل في مصر 430سنة، حتى بعث سيدنا موسى وأخرجهم منها، ولكن مات موسى ولم يدخل أرض فلسطين، إنما دخل شرقي الأردن ومات بها والذي دخلها بعده: يشوع (يوشع)، ومات بعد ما أباد أهلها (كما تقول التوراة). وقسم الأرض على أسباط بني إسرائيل، ولم يقُم لبني إسرائيل ملك ولا مملكة، وإنما قام بعده قضاة حكموهم (200) سنة، ثم جاء بعد القضاة حكم الملوك: شاؤول وداود وسليمان، فحكموا (100) سنة، بل اقل، وهذه هي مدة دولتهم، والفترة الذهبية لهم. وبعد سليمان انقسمت مملكته بين أولاده: يهوذا في أورشليم، وإسرائيل في شكيم (نابلس)، وكانت الحرب بينهما ضروسًا لا تتوقف، حتى جاء الغزو البابلي فمحقهما محقًا، دمر الهيكل وأرشليم، وأحرق التوراة، وسبى كل من بقي منهم حيًا، كما هو معلوم من التاريخ فلو جمعت كل السنوات التي عاشوها في فلسطين غزاة مخرّبين، ما بلغت المدة التي قضاها الإنجليز في الهند أو الهولنديون في إندونيسيا! فلو كان لمثل هذه المدة حق تاريخي لكان للإنجليز والهولنديين أن يطالبوا به مثلهم.
ولو كانت الأرض تملك بطول الإقامة في زمن الغربة، لكان الأولى بهم أن يطالبوا بملكية مصر التي عاشوا فيها (430) سنة بدل فلسطين التي عاش فيها إبراهيم وأولاده (200) سنة أو تزيد قليلاً . بل و نضيف قائلين : يقول مؤلف (تاريخ اليهود):
” والذي لا شك فيه أن داود ـ الذي يقال: إن مملكة إسرائيل وصلت في عهده إلى أقصى درجات اتساعها ـ لم يتمكن من فرض سيطرته، لا على المنطقة بين النيل والفرات، ولا على أرض كنعان وحدها، ولا حتى على منطقة شرق فلسطين الجبلية، وعلى ذلك فإن الأدلة التاريخية تؤكد أن أكبر رقعة استطاعت إسرائيل السيطرة عليها في أي وقت من الأوقات لم تكن في العصور القديمة، وإنما في العصر الحديث، عند احتلالها مجمل أرض فلسطين ومرتفعات الجولان وجنوب لبنان وأرض سيناء، وكان ذلك للمرة الأولى (عام 1967 م).
وعندما فتح المسلمون القدس في عهد عمر، كما ذكرنا من قبل، ولم يتسلموها من اليهود، بل لم يكن فيها يهودي واحد، فقد حرمها الرومان عليهم، بعد أن أنهوا وجودهم منذ أكثر من أربعة قرون، وكان من الشروط التي أقرها عمر لبطريك القدس: ألاَّ يُـسَـاكنهم فيها يهود.
وخلاصة هذا البحث ما قاله صديقنا البحاثة. د. حسان حتحوت: أن اليهود عاشوا في فلسطين فترة محدودة من الزمن، ولكن التاريخ يسجل: أنهم عندما دخلوها، لم يجدوها فارغة، وعندما رحلوا عنها لم يتركوها فارغة ” لقد كان فيها أهلها (الفلسطينيون المذكورون في التوراة) قبل اليهود، ومع اليهود، وبعد اليهود، وما زالوا حتى الآن” والحق التاريخي إذن لا يقوم على أساس، والأجدر أن يسمى ( الزيف التاريخي).
(دعوى الحق الديني) :
وهو بحث طويل من المهم الإطلاع عليه كاملاً ولكن خلاصته: ما نقرأه في سفر التثنية ” اعمل الصالح والحسن في عيني الرب لكي يكون لك خير، وتدخل وتمتلك الأرض الجيدة التي حلف الرب لآبائك”. فهناك شروط ليملك بني إسرائيل أرض فلسطين، فهل هم حقاً قاموا بها؟ نقرأ في سفر يشوع ” الرب يقول: قد أخطأ إسرائيل بل تعدوا عهدي الذي لأمرتهم به، بل أخذوا من الحرام، بل سرقوا، بل أنكروا . . . “. وفي انجيل متى يقول لهم يوحنا المعمدان ” قال لهم . . يا أولاد الأفاعي”. وهكذا يتبين لنا أن اليهود خرقوا الشروط التي فرضها الرب عليهم فهم بذلك لا يستحقون أرض فلسطين، وهذا الخرق ليس وقفاً في عهد واحد من عهودهم فالمؤلف اورد العديد من الإقتباسات من التوارة والعهد الجديد التي توضح خرق بني اسرئيل لهذه الشروط دوماً وبإستمرار ونختم بقولنا أن منطق القرآن: أن الله تعالى يعطي الأرض ويورثها للصالحين من عباده، وليس لعرق من العروق، وجنس من الأجناس، فالله تعالى لا يعامل الناس بعروقهم وأنسابهم، بل بإيمانهم وأعمالهم وتقواهم لله.
[ الفصل الرابع : هل عرفنا عدونا ]
من الواجب على كل من يحارب عدوا: أن يعرفه على حقيقته معرفة محيطة ومستوعبة، بحيث يعرف جذوره وأصوله، ومقومات شخصيته، وأخلاقه وصفاته الأساسية، ومفاهيمه وقيمه وأحلامه وطموحاته، وكيف يفكر، وكيف يخطط، وكيف ينفذ، وبمن يستعين من الناس، وبماذا يستعين من الوسائل، وما يجوز عنده وما لا يجوز، وما الذي يجمع شعبه وما الذي يفرقه؟ وما الذي يحركه وما الذي يسكّنه؟ وماذا يملك من أسباب ذاتية، وماذا يستطيع أن يجلب من أسباب ومعونات خارجية . . . إلى غير ذلك مما يكشف العدو، ويعرّف بحقيقته على ما هي عليه من قوة أو ضعف.
( المصدر الأول : القرآن الكريم ) :
المصدر الأول القرآن الكريم: القرآن الكريم الذي أفرد للحديث عن بني إسرائيل مساحة واسعة بيَّن فيها خصالهم، وكشف اللثام عن سماتهم النفسية والخلقية، التي توارثوها خلفًا عن سلف، حتى أصبحت كأنها طبيعة ثابتة. نجد ذلك واضحا في سورة البقرة بتفصيل، وفي سورة آل عمران، والنساء، والمائدة، من السور المدنية، وفي سورة الأعراف وسورة الإسراء ـ وتسمى: سورة بني إسرائيل ـ وغيرها من السور المكية.وصفهم القرآن الكريم بالقسوة والجبن في الوقت ذاته وبالحسد والبغي، وصفهم بنكث العهود والغدر، والتطاول حتى على رسل الله، بل على الله نفسه، وعدم الخضوع إلا للقوة، واستباحتهم لأموال من عداهم وحرماته.
( المصدر الثاني : كتبهم المقدسة ) :
الثاني: كتبهم أنفسهم، المقدسة عندهم، “التوراة” التي وصفتهم بأنهم الشعب “الصلب الرقبة” وأفهمتهم أنهم “شعب الله المختار” وأن من حقهم إذا دخلوا قرية أن يستبيحوها. . .
وأسفار الأنبياء: حزقيال وأشعيا وغيرها، التي شحنتهم وهيأت عقولهم وأنفسهم للعودة إلى “الأرض” التي هي أحد “الأقانيم الثلاثة” عندهم: الإله والشعب والأرض!
( المصدر الثالث : التاريخ ) :
علمنا التاريخ أن اليهود يعيشون بين الشعوب عيشة الطفيليات في الأجسام، تتغذى منها ولا تغذيها، وتأخذ منها ولا تعطيها، وأنها تبني نفسها على أنقاض غيرها. فهم أنانيون لا يعرفون إلا مصلحتهم، ولا يؤمنون إلا بأنفسهم، ولا يحكِّمون إلا منافعهم، أما القيم والمبادئ والمثل العليا وغيرها مما يتشدق به الناس، فلا تحترم عندهم إلا إذا كانت أداة للوصول إلى غاياتهم. وإلا فهي تحت الأقدام.
ومن قرأ تاريخ اليهود ـ أو بني إسرائيل كما يسمونهم ـ من أسفارهم المقدسة عندهم ذاتها، تبينت له هذه الحقيقة جلية جلاء الصبح لذي عينين، كما أبرز ذلك الأستاذ محمد عزت دروزة في كتابه عنهم “تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم” .
( المصدر الرابع : كتابات المعاصرين عنهم ) :
المصدر الرابع: كتابات المعاصرين عن اليهود وأطماعهم وعن الصهيونية وأخطارها، وعن شخصية الإنسان اليهودي وما تنطوي عليه بين جوانحها.
ولا أقصد كتابات العرب والمسلمين عنهم فحسب، فقد يقال: إنها كتابة خصم عن خصمه، وعدو عن عدوه. بل أقصد كتابات الغربيين عنهم، وهم الذين هيأوا المناخ لدولتهم حتى ولدت، وغذوها حتى شبت، وأمدوها بكل أسباب القوة حتى طغت وتحدّت وتعدّت. مثل كتاب “أحلام الصهيونية وأضاليلها” للمفكر الفرنسي الكبير روجيه جارودي وكتابه (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) مع الحذر من بعض الكتب التي تبالغ في وصف قوة إسرائيل مثل “الدنيا لعبة إسرائيل” و “وأحجار على رقعة الشطرنج” وغيرهما.
( المصدر الخامس: الواقع المعيش لليهود ) :
وهو الواقع، واقعنا المعيش معهم، وهو كتاب لم تتم فصوله بعد، وهم يضيفون إليه كل حين فقرة أو فصلاً أو بابًا أو جزءًا. ونحن مع هذا به جاهلون وعنه غافلون. واجهنا القوم في عدة حروب، وعقدنا معهم هدنات واتفاقيات، وحضرنا معهم مفاوضات، وتخاطبنا معهم بالكلام والسلاح.وقد عرّفنا هذا الواقع أن القوم لا يعترفون بقوة المنطق، بل بمنطق القوة، وواقعنا المعيش مع عدونا يعلمنا أن العنصر الديني له أكبر الأثر في تكوين شخصيته، وفي تحديد أحلامه وطموحاته، وفي دفعه إلى بذل المال ـ برغم ما عرف عن اليهود من شح به وحرص عليه ـ وفي تحميسه للهجرة من وطن طال مقامه فيه، وارتبطت مصالحه به، وفي حفزه للمغامرة في أعمال عسكرية قبل قيام الدولة وبعدها، برغم ما عرف عن الإنسان اليهودي من جبن وحرص على حياة.
بالإضافة كذلك لكتابات اليهود عن أنفسهم مثل كتاب “الأيديولوجية الصهيونية” الصادر في الكويت.
[ الفصل الخامس : هذا هو عدونا ]
( الآفات المنبثقة عن العقلية والنفسية الصهيونية ) :
(1) – العنصرية : وهذه آفة في بنية الفكر الديني اليهودي الذي أنشأته أسفار التوراة وملحقاتها ، وغذته ونمته تعاليم التلمود. الذي يقدسه اليهود أكثر من تقديسهم للتوراة. فاليهود ديانة شعب، والتوراة كتاب شعب، بل الله سبحانه رب شعب، هذا الشعب هو شعب إسرائيل. وإن اليهود الذين شكوا من (العنصرية النازية) المتعالية، يجسدون اليوم (عنصرية نازية جديدة) متعصبة لا ترى إلا نفسها، ولا تعترف بحق لغيرها، وخصوصًا إذا عارض اتجاهاتها.
(2) – العنف : التي تتميز بالقسوة والغلظة والعناد، حتى سمتهم التوراة كتابهم نفسه (الشعب الصلب الرقبة).وعبر عن ذلك القرآن فخاطبهم بقوله: ?ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله، وما الله بغافل عما تعملون? البقرة:74. يعبر عن ذلك مناحم بيجين بكلمته المعبرة في كتابه (التمرد): أنا أحارب إذن أنا موجود!
(3) – التوسعية : إنها لا تزال تحلم بإسرائيل الكبرى: من الفرات إلى النيل. بل هناك من يقولون: ملكك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومن الأرز إلى النخيل : من نهر الفرات في العراق إلى نهر النيل في مصر؛ ومن شجر الأرز في لبنان إلى شجر النخيل في المملكة العربية في المدينة وخيبر، حيث كان يعيش أجدادهم هناك. ( أقول : هذا ما أكده رئيس الكيان الصهيوني في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد منذ فترة عندما قال : إذا كان اليوم في العالم الإسلامي من يحلم بالعودة إلى فلسطين فإن في إسرائيل اليوم من يطمح بالعودة إلى المدينة (يقصد بني النضير وبني خيبر وغيرهم من أقوام اليهود ))
(4) اللاأخلاقية: وتعتمد إسرائيل مبدأ (اللا أخلاقية) في تعاملها مع العرب والفلسطينيين، ففلسفتها قائمة على أن الأخلاق تتغير، فلا ثبات لها وأنها تتجزأ، فلا عموم لها، فلا غرو أن تتعامل بمعيار مزدوج، معيار مع النفس، ومعيار مع الأغيار، وهذا للأسف ما قررته توراتهم، وسفر التثنية فيها: إن للإسرائيلي أن يقرض بربا مع غير الإسرائيلي، وليس له ذلك مع الإسرائيلي، كما تتبنى الفلسفة الميكافيلية: الغاية تبرر الوسيلة، فكل الوسائل عندها مباحة ومشروعة في سبيل تحقيق غايات إسرائيل، بغض النظر عن احتجاجات المحتجين، واستنكارات المستنكرين. وأناجيلهم تحفل بـ اللاأخلاق، وزنا المحارم عند الأنبياء …..
(5)- الشح وعبادة المال: ومن الآفات الخلقية الملازمة للطبيعة الإسرائيلية: عبادة المال، والشح به، والحرص عليه، وقديما عبدوا العجل الذهبي، وهو يشير إلى مدى تعلقهم بالذهب وبريقه.وقد وصفهم القرآن بالبخل وسجله عليهم في قوله تعالى: ?أم لهم نصيب من الملك؟ فإذن لا يؤتون الناس نقيرا? النساء:53
( الصهيوينة أعلى مراحل الإستعمار ) :
هذه الآفات النفسية، والعاهات الخلقية، والأمراض السلوكية، التي تجسمت في الشخصية اليهودية التلمودية ـ ولا سيما بعد ظهور الحركة الصهيونية وتوجهاتها الخطيرة ـ أفرزت العصابات الإرهابية اليهودية في عهد الانتداب البريطاني، وقبل قيام إسرائيل في 15/5/1948م وأفرزت المجازر البشرية، والهجمات العدوانية، والأساليب الشيطانية، التي قامت عليها سياسة إسرائيل في سلمها وحربها مع الفلسطينيين ومع العرب والمسلمين. أفرزت هذه الآفات شر أنواع الاستعمار في التاريخ، وهو الاستعمار الصهيوني، الذي قال فيه من قال: الصهيونية هي أعلى مراحل الاستعمار. فهو استعمار إحلالي توسعي عنصري إرهابي ظالم. ويتوسع المؤلف في ذكر الشواهد التي تثبت هذه الصفات (الإستعمار الإحلالي والتوسعي والعنصري والإرهابي والظالم) وأعتقد بأن الواقع المعايش أكبر دليل على هذه الصفات.
[ الفصل السادس : الصهيونية خطر على العالم كله ]
( ماذا تقول اليهودية في المسيحية؟ )
إليك بعض نصوصهم المقدسة (يسمح لليهودي أن يكذب ويشهد زورًا للإيقاع بالمسيحي، فاسم الرب لا يدنس ولا يحلف به، حين نكذب على المسيحيين). (يجب على اليهود السعي الدائم لغش المسيحيين) ، (من يفعل خيرًا للمسيحيين، فلن يقوم قبره قط) . ينقل لنا الأستاذ محمد المساك النص التالي عن اليهود “ولنمض، لدعم وتقوية مخططاتنا، بتسميم أخلاق الأغيار، ننشر روح الثورة بين الجماهير، نشجعها على احتقار الوطنية، وازدراء وحدة العائلة والارتباط بمحبتها، واعتبار الدين، أي دين، هراء ومضيعة للوقت، وقضية سبقها العصر، ولم تعد تتماشى مع متطلباتهم أخيرًا، لنتذكر دائمًا أن ملك اليهود المنتظر لن يرضى بحكم هذا العالم، قبل خلع البابا عن كرسيه في روما، والإطاحة بجميع ملوك العالم”
( ماذا تقول المسيحية عن اليهودية؟ )
لنقرأ معاً كلام الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين في ذلك “هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو خطر اليهود، وفي كل أرض حلّ فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية، وهم منعزلون لا يندمجون مع غيرهم، وهم منذ أكثر من (1700) عام يندبون حظهم، لأنهم طردوا من ديار آبائهم، ولو ردت إليهم فلسطين فلن يذهبوا جميعهم إليها، لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم، وإذا لم يبعد هؤلاء اليهود عن الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إليها في غضون مائة سنة، وسيتمكنون من أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا، ولن تمر مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود مسيطرين على المؤسسات المالية، وإذا لم يبعد الشعب الأمريكي اليهود نهائيًا، فسوف يلعنهم أبناؤهم وأحفادهم في قبورهم، كما أن اليهود لن يمارسوا المثل الأمريكية العليا، ولو عاشوا بين الأمريكيين عشرة أجيال، لأن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على أمريكا إذا سمح لهم بحرية الدخول، وسيقضون على المؤسسات الأمريكية، وعليه يجب استبعادهم بنص الدستور.”
وفي نهاية الكتاب يعرض المؤلف بعض الفصول التي تتحدث عن عملية السلام وبعض الإتفاقيات التي كانت حديثة العهد في تلك فترة تأليف الكتاب (1992). ويستعرض أحداثا هامة جرت آنذاك. ويختتم العلامة القرضاوي كتابه بمجموعة من التوصيات منها:
1- التأكيد على أهمية استمرار الإنتفاضة.
2- رفض التطبيع بكل أشكاله.
3- المقاطعة الإقتصادية للمنتجات الإسرائيلة ومنتجات الدول الداعمة لها ولا سيما أمريكا.
4- الإستعلاء على الخلافات الداخلية بيننا (مثلاً السنة والشيعة)
تم بفضل الله
حمل نسخة من الكتاب من هنا


comments powered by Disqus