ملخص كتاب الخطة البراقة

2009-02-01

ملخص كتاب (الخطة البراقة لذي النفس التواقة):

تأليف الدكتور صلاح الخالدي:

[ يمكنك الحصول على نسخة من الملخص على شكل ملف وورد بالنقر هنا ]
[ كم يمكنك الحصول على نسخة من الملخص بصيغة odt من هنا ]
[1] سورة العصر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر:
يلاحظ المؤلف أن قسم الله عز وجل في بداية السورة بالعصر ( والعصر لغةً هو ضغط الشيء حتى يتحلّب) يلفت النظر إلى أهمية الأجزاء من الوقت فضلاً عن أهمية الوقت ككل، وأن على المؤمن أن يعصر عمره عصراً ويضغط عيه ضغطاً ليحسن الإستفادة منه ويستخرج منافعه وفوائده.
فما هي صفات المؤمن الرابح؟
الإيمان: وهو الأساس المحرك الدافع الباعث على عصر العمر وبرمجة الوقت وهو زاد المؤمن وشرط قبول الأعمال.
الأعمال الصالحة: وهي ثمرة للإيمان وتشمل جميع مجالات الحياة، كما انها نتاج عصر المؤمن لعمره.
التواصي بالحق: بعد أن يعرف الحق ويستوعبه.
التواصي بالصبر: وهي خطوة مبنية على ما قبلها وهي تعاهدٌ بين المؤمنين بالإلترام بالحق والثبات عليه.

[2] الدين النصيحة، ومبدأ التسامح:
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( الدين النصيحة -ثلاثاً- قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) .. وهذا يحتم على المسلمين اليوم أن يفشوا التسامح فيما بينهم.

[3] صحة المنطلق:
وهي نقطة البدء وهي الأساس في المسار الصواب في العلم والتعلم والفقه والتفقه، وتتمثل في استحضار النية وتحقيق الإخلاص والتوجه بالأعمال كلها إلى الله سبحانه وتعالى وطلب الأجر منه وحده وعدم الإلتفات إلى الناس وعدم قصدهم بالأعمال وترك ريائهم لأن هذا شرك بالله محبط للأعمال ذاهب باجرها.
فمن صحت بدايته استقامت طريقته وصحت نهايته، ومن فسدت بدايته اعوجت طريقته وساءت نهايته.
فعلى الراغب في تحصيل العلم والانتفاع به ونفع الآخرين أن يحقق النية عند بدايته لطلب العلم وان يبقى مستحضراً لها كل يوم حتى يلقَ الله، وأن ينوي التقرب إلى الله بعلمه كلما أقبل على العلم؛ قراءةً او كتابةً أو تعليماً.
قال أبو الدرداء: علامة الجهل ثلاث : الإعجاب بالنفس وكثرة الكلام فيما لا يعنيه وأن ينهي عن شيء ويأتيه.
قال الفضيل: ما من أحد احب الرياسة إلا حسد وبغى وتبع عيوب الناس وكره أن يذكر احد بخير.
فعلى الراغب في تحصيل العلم أن يعز عليه ما يبذله في سبيل تحصيله .. فكيف يهون عليه جهده فيضيعه لأتفه الأشياء وليستحضر الأحاديث الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد التي تقرر فضل العلم وطالبه ومنزلته عند الله وليردد ما قاله الشاعر:
أأشقة به غرساً وأجنيه ذلةً
إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما

[4] أخلاق أساسية لصاحب العلم:
لا يعيش صاحب العلم ازدواجية مرضية، بمعنى أنه لا يوجد عنده مفارقة بين ما يقرؤه في الكتب العلمية وبين ما يعيشه في واقعه، وإن هذه الإزدواجية بين الفكر والسلوك هي من أشد وأخطر أمراض المسلمين اليوم.
ومن أهم الأخلاق الأساسية الضرورية لصاحب العلم:
الإخلاص: وهو ثلاث معانٍ؛ فلابد لصاحب العلم أن يكون اولا خالصٌ لله في شخصيته وكيانه وحياته ودينه، ثانياً مُخلِص لله في كل ذلك أيضاً، وهو بعد ذلك مُخلَصٌ أي يستخلصه الله ويجعله خلاصة عباده.
الصدق: الصدق في الحديث أمر بدهي ولكن على صاحب العلم أن يكون صادقاً في كلامه وحديثه وصادقاً في التزامه وغي تعلمه وتعليمه وفي نشاطه وعونه وإيمانه وعبادته .. صادقاً في أخوتّه ومحبته.
الجدية: صاحب العلم جاد في حياته وفي سلوكه وفي قضاء اوقاته وهذه الجدية تنعكس على جميع جوانب حياته، فالإسلام يريده كذلك لا ان يكون لاهياً عابثاً لاعباً ضائعاً مع الضائعين يضيع عمره في الأوهام والتفاهات، يمضي ساعاته في الغفلة والخداع واللغو والعبث.
وجديته هذه منبثقة من حسن فهمه لاسلامه وحسن نظرته لعمره وحياته وحسن ادراكه لوظيفته ورسالته وحسن شعوره بأهمية استغلال وقته وعَصر عمره وحسن برمجته لأوقاته فهو يعلم أن الواجبات أكثر من الأوقات فتراه لا يشارك في الصخب العام ولا في الحفلات الإجتماعية الكثيرة ولا تراه دائم الخروج والزيارات، و لا يليق به أن يجلس الساعات الطوال أمام التلفاز وهذا لا يعني العزلة التامة فصاحب العلم لديه موازنة دقيقة حكيمة بين واجباته الإجتماعية والدعوية.
التكامل الموزون: وذلك بين جميع حقول العلم فلا يهتم بحقل على حساب آخر، وبين جميع ميادين العمل وألوان العبادة.
السلوك الإجتماعي المتفوق: فصاحب العلم ناجح في وسطه الإجتماعي وتعامله مع الآخرين، فواجب عليه أن يتخلص من الأمراض الباطنة (الكبر، الكذب، الغيبة والنميمة) والأمراض الإجتماعية (الظلم والسخرية) فصاحب العلم هين لين صاحب سماحة ورأفة واسع الصدر طيب النفس حسن الخلق يتحمل الأذى ويستوعب الخطأ ويعفو عن المخطئ ويثني على الإيجابيات.

[5] خطوط أساسية في الشخصية العلمية:
الربانية: نسبة إلى الرب جل جلاله، نسبة تكريم وتشريف، وللربانية بعدها التربوي، بحيث يتربى صاحب العلم على الكتاب والسنة وتظهر عليه آثار التربية النافعة المؤثرة المشرقة وتتعمق فيه الربانية وتوجه حركته ونشاطه.
والتربية هي غنشاء الشيء حالاً فحال إلى حد التمام، فيلاحظ فيها التدرج والبطء والشمول، وصاحب العلم رباني يعتز بإنتشابه إلى الرب المربي سبحانه، ولكي تتحقق الربانية في الشخصية الإسلامية لنقرأ قوله تعالى:
{ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }
فهي شقين تعلم الآخرين وتربيتهم الدراسة والتعلم وتربية النفس ، فصاحب العلم رباني في هدفه، رباني في وسيلته ، رباني في قلبه وعقله وعلمه ، رباني في ساعات يومه، رباني في تعامله مع الآخرين.
صاحب العلم الرباني يتمتع بقلب سليم حي منيب متصل بالله، قلب مشرق بنور الإيمان وحلاوة اليقين وأنس الطمأنينة، يملك كياناًُ راغباً في الطاعة بعيداً عن المعصية. فإن العلم النافع الذي ندعو إليه يحتاج إلى قلب حي ليحمله وإلى روح مشرقة لتنطلق به.
“السلفية”: نسبة إلى سلف هذه الأمة، وهم القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية، والمقصود بهذا الخط اتباع هؤلاء السلف وفهم الإسلام حسب المنهج الذي عملوا عليه وعدم مخالفة الأصول المنهجية العلمية لهم طالما أنها مستمدة من الكتاب والسنة. ومن هذه الأصول الإقبال على القرآن واستيعاب السيرة وفهم السنة الصحيحة والوقوف بالتأمل والإلتزام على حياة الصحابة الكرام ورفض ما يتعارض مع القرآن والسنة فهما الميزان والحكم، وجمع الأمة على ذلك. وليس المقصود بـ”السلفية” مجموعة من المسائل الفرعية في العلوم الإسلامية بل هي ذلك التيار الواسع.
[ وأتحفظ على ذلك .. فإن ما ذُكر في هذا الخط من الإعتماد على الكتاب والسنة وفهمها واستيعاب السيرة ودراسة سير الصحابة … هي مهمة كل مسلم منذ مئات السنين وإلى اليوم … فلماذا يطلق على مجموعها اسم “السلفية” .. راجع تلخصي للكتاب الرائع (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي) للدكتور سعيد البوطي) ]
الحركية: وهي منسوبة إلى الحركة والدعوة والنشاط ويكون ذلك ببذل الجهد لخدمة هذا الدين والدعوة اليه ونشر علومه والإهتمام بالمسلمين والعمل على تربيتهم والنهوض بمستواهم ويكون ذلك بعد الإهتمام بالنفس ورفع مستواها.
وبإختصار فالحركية هي إيجاد المجتمع الإسلامي القويم، ولا يجب أن تحصر الحركية في تنظيم أو حزب أو جماعة او حركة، فالحركية تشمل كل داعية مصلح حمل هم المسلمين ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ولو لم ينضم إلى جماعة معينة.

[6] النفس التواقة ذات الآمال البراقة:
لقد خلق الله الإنسان همّاماً وصاحب همة عالية وإرادة قوية وآمال وتطلعات متجددة ونفس تواقة .. والإسلام بتوجيهاته يقوي هذه الخاصية في المسلم
فهدف المسلم واضح أمامه وهو نيل رضوان الله ووسيلته محددة لتحقيق ذلك الهدف ألا وهي العبادة الحقة لله سبحانه وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }، وهو يعبد الله من خلال شرع الله والقاعدة العقدية تقول : لا يعبد إلا الله وفق ما شرع الله عبادة مخلصة لله.
والعبادة تشمل حياة المؤمن كلها، فبوسع صاحب العلم ان يكون عابداً لله أربع وعشرين ساعة في اليوم لأنه يتوجه بكل اعماله وأقواله إلى الله.
ما أجمل حياة صاحب العلم عندما يجعلها كلها عبادة لله بمفهومها الشامل، كما ان نظر صاحب العلم إلى حياته بمنظار العبادة يزيل من حياته القلق والضيق والضياع والتوتر والكسل والملل.
ها هو عمر بن عبد العزيز صاحب النفس التواقة وامام الزاهدين يقول: إن لي نفساً تواقة كلما حققت شيئاً تاقت إلى ما بعده، تاقت نفسي إلى ابنة عمي فاطمة فتزوجتها ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها ثم تاقت إلى الخلافة فخلفتها والآن تاقت نفسي إلى الجنة وأرجوا أن أكون من اهلها.

[7] التخطيط والبرمجة وترتيب الأولويات:
معظم المسلمين العاديين يعيشون أيامهم وشهورهم هكذا كما تيسّر، تمر بهم السنة تلو السن وهم في غفلة وسذاجة وخفة وبلاهة، أسَرهم العرف واستعبدتهم العادة، وخضعوا للمألوف وتحكمت فيهم الرتابة .. أما صاحب العلم الذي عرف هدفه ووسيلته وملك نفساً تواقة وروحا مستبصرة ، لا يرض أن يعيش حياته كباقي المسلمين الغافلين فهو يعرف قيمة وقته، ولهذا تجده مهتما به حريصاً على الإستفادة منه .. فالتخطيط عنده ضرورة والبرمجة واجبة ولكن كيف؟
جلسات المصارحة والمحاسبة: يجلس صاحب العلم مع نفسه جلسة خلوية صافية هادئة في لحظة من لحظات الإشراق النوراني والصدق القلبي والصفاء الروحي .. في وقت من أوقات الهدوء والسكينة ، والأولى أن تكون هذه الجلسة وقت السحر مسبوقة بصلاة التهجد مع تضرع وإقبال على الله ثم يخلي صاحب العلم نفسه من الشواغل والهموم الدنيوية ويقبل على نفسه يستعرض شريط حياته ليعرف أي أصاب وأين أخطأ فيحاسب نفسه محاسبة دقيقةً ويتعرف على أمراضها وعلى حاجاتها وعلى أشواقها وتطلعاتها ويتعرف على السبيل لذلك، يسأل نفسه: من أنا؟ وما هدفي؟ وما هو الطريق لذلك ؟ وما هويتي ؟
فيسجل هدفه الأسمى (رضوان الله) ووسيلته (العبادة بمفهومها العام) ويتذكر الواجبات والمحرمات وان يقف على مدى حاجته إلى العلم وما ينقصه من الأصول و نوع العلم الذي تميل نفسه إليه ويستحضر أهمية الوقت وقِصرَ العمر.
ترتيب الأولويات: مراعياً الأسس التالية:
• البدء بالأهم فالأهم ثم المهم.
• البدء بالأصول: عقيدةتفسيرحديثفقهلغةتزكيةواقع
• تقديم الواجبات على السنن.
• الإنطلاق نت الأصلين : الكتاب والسنة.
• توطين النفس على الإقلال من المباحات.
حقول العلم الشرعي:
• احسان تلاوة القرآن واتقان ترتيله.
• الإلتزام بورد قرآني ، جزء كل يوم.
• قراءة تفسير متوسط للقرآن.
• قراءة كتاب في الحديث الصحيح.
• قراءة كتاب في العقيدة.
• قراءة كتاب متوسط في الفقه.
• قراءة كتاب في السيرة.
• قراءة كتاب في النحو والإعراب.
• قراءة كتاب في التزكية.
• قراءة كتاب في المذاهب الفكرية المعاصرة ((ككتاب محمد قطب)).

[8]كيفية تنفيذ الخطة المبرمجة:
أ‌- المشارطة: على صاحب العلم أن يشارط نفسه لتنفيذ خطته بان يجلس في كل صباح جلسة إيمانية يتحدث بها مع نفسه ويعاهدها ويشارطها، ويتذكر في هذه الجلسة (ربع ساعة) وظيفته ومهمته ويشحذ همته ويقرا برنامجه وهذه المشارطة ضرورية في بداية كل صباح.
ب‌- المراقبة: بعد المشارطة والإتفاق يبدأ التنفيذ والتطبيق ولا بد هنا من مراقبة دقيقة أمينة واعية لئلا يقع خلل في البرنامج أو يُساء أداء فقرة منه.
ت‌- المجاهدة: أثناء أداء البرنامج العملي اليومي لا بد لصاحب العلم أن يجاهد نفسه لتلتزم به، فلا بد أن تكون نفسه تابعةً له ليطبق خطته.
ث‌- المحاسبة: وذلك يكون بان يخلو صاحب العلم فترة أخرى من الوقت ليحاسب نفسه ويعرف ما لها وما عليها وذلك قبل أن ياوي على فراشه ، فيستعرض اعماله ويلاحظ مواضع إحسانه فيحمد الله على ذلك ومواقع تقصيره فيدونها ليعمل على إصلاحها في اليوم التالي ثم يجمع ذنوبه في ذلك اليوم ويستغفر الله منها ويندم عليها ثم يستحضر نيته وهمته للإلتزام ببرنامج اليوم التالي.
ولا ينسى صاحب العلم أن يعاتب نفسه بين الحين والآخر بفترة وجيزة يذكر نفسه بالواجب منبها على التقصير حاثاً على استمرار المسير على أن لا تتحول المعاتبة إلى جلد للذات أي إلى بأس وتحطيم وإحباط فإذا ما احس صاحب العلم أنه مقصر في كل شيء تحطمت معنوياته واحبطت همته ورأى نفسه خاسراً فاشلا ضائعا واحس بانه لا يصلح لشيء وعندها يكون مريضاً نفسياً.
وإذا رأى صاحب العلم من نفسه تمنعا أحيانا وأحس أنها لا تتجاوب أحيانا مع المشارطة والمراقبة والمجاهدة والمحاسبة والمعاتبة فعليه أن يعاقبها، هذه المعاقبة يكون أحياناً وليست دائماً حتى لا تفقد أثرها وتعطى بالمقدار المناسب بإعتبارها علاجا ولا يجوز أن تتحول إلى إنتقام فهو عندما يعاقب نفسه يريد بذلك تربيتها واصلاحها وتقويمها ولا يريد تحطيمها والقضاء عليها ولا يجوز ان تكون هذه المعاقبة بالعبادات والطاعات لأن لها أثر إيجابي والنفس تكره المعاقبة ووسيلتها.
والمعاقبة تكون بحرمان النفس من بعض المباحات أو تقليل بعض المرغوبات ويصارحها بان هذه المعاقبة بسبب خطئها الفلاني وذلك لتتنبه وتتربى وتستقيم.
والمكافأة هي الجانب المقابل للمعاقبة وهما ضروريان للتربية والتزكية على أن تكونا متوازنتين متكاملتين، فإذا ما أجادت نفسه واستجابت فيعطيها ويثيبها ويثني عليها بمنحها بعض المباحات كعبارات الثناء وغيرها..

[9] مع صاحب العلم في ساعات يومه:
صاحب العلم حذر من الغفلة عارف بقيمة وقته وإن النهار في الشتاء قصير فيكثر صاحب العلم فيه من الصيام وليله طويل فيكثر فيه من القيام ويكون غالب النوم والتحصيل في ساعات الليل، أما في الصيف فالنهار يكون طويل فيستفاد منه بالتركيز على العلم والتحصيل وأما ليله فيجعله للنوم إلا الساعة قبل الفجر فإنها للتهجد.
فعلى صاحب العلم ان يتكيف مع طبيعة الفصول ويحدد صاحب العلم عدد ساعات نومه بست ساعات، خمس منهن ليلاً (3 قبل منتصف الليل) والساعة السادسة تكون كقيلولة بعد الظهر او قبل العصر وعليه أن يتوافق مع السنة الكونية فالليل للنوم والنهار للعمل وفي السنة أن يكره النوم قبل العشاء والسهر بعده إلا لعلم أو مصلحة فلدى صاحب العلم إذا مبدأ النوم الباكر و الاستيقاظ الباكر. وأما وقت ما بعد الفجر فلا يضيع بالنوم فإنه مبارك.
مخطط عام كنموذج: يبدأ النشاط والعمل عند صاحب العلم قبل الفجر بساعة ، يصلي فيها ثماني ركعات ويقرأ جزء من القرآن ثم يتبعها بصلاة الوتر ثلاث ركعات ثم يستغفر الله ويكثر من التضرع والدعاء ولا يجوز أن تضيع هذه الفقرة أبداً من البرنامج.
فإذا أذّن الفجر يذهب للمسجد فيصلي السنة ثم يجلس يقرأ القرآن ثم يصلي الفريضة ويتبعها بورده الدائم من الأذكار إلى شروق الشمس.
وما بعد شروق الشمس للعلم لا للنوم ويفضل شرب فنجان من القهوة وليحرص على صلاة الضحى أربع ركعات وليحرص كذلك على فطور مبكر وكلما طالت هذه الفترة العلمية المباركة كلما كان هذا النفع لصاحب العلم.
من بعد الضحى إلى بعد الظهر فترة العمل ثم ان على صاحب العلم ان يحرص اشد الحرص على قيلولة ولو لفترة قصيرة وأفضلها بعد الظهر وإلا فقبل العصر ويملئ ما بين العصر والمغرب بما يراه مفيداً كواجب دعوي أو اجتماعي أو جلسة مع اخوانه واصفيائه؛ جلسةً علمية يتدارسون فيها موضوعاً علمياً.
الوقت بين المغرب والعشاء ينصح أن يكون في المسجد بحضور درس علمي او قراءة القرآن وتعليمه ..
الوقت ما بعد العشاء إلى ذهابه للنوم يخصص لمتابعة التحصيل العلمي وقبل موعد النوم بنصف ساعة يتوقف صاحب العلم عن الدراسة ويصلي أربع ركعات صلاة قيام ويجلس جلسة خفيفة ليحاسب نفسه في يومه ذلك ويستغفر الله مئة مرة قبل نومه

[10] مع صاحب العلم في صحته البدنية والنفسية:
على صاحب العلم أن يعتني بصحته البدنية، وفي هذا المجال فليقرأ للدكتور محمد علي البار، الدكتور حسان شمسي باشا، الدكتور حامد أحمد حامد، الدكتور عبد الرزاق الكيلاني ولا سيما كتابه [ الوقاية خير من العلاج ] [ رحلة الإيمان في جسم الإنسان ] ونذكر هنا وصايا طبية من كتاب [وصايا طبيب]:
 تناول بضع تمرات في الصباح مسبوقة بملعقة من العسل الممزوجة بحبة البركة.
 صحن من اللبن رشت عليه الحبة السوداء (حبة البركة) مغمور بزيت الزيتون من أجود وأنفع الطعام.
 أكثر من استعمال زيت الزيتون.
 لا تنس كأساً من اللبن على الأقل في اليوم.
 احرص على تناول السمك مرة في الأسبوع على الأقل.
 اعتدل في تناول اللحوم اللحمراء.
 لا تكثر من المنبهات واعلم انه من المفيد تناولك لفنجان من القهوة الحلوة عند الصباح ولا مانع من فنجانين من القهوة السادة بعد العصر، ومن الجيد تناول فنجان من الشاي عند الصباح وآخر بعد العصر ويمنع أثناء الطعام وبعده وتنمع المنبهات بعد المغرب.
 أكثر من تناول الخضروات والفواكه وابتعد عن المعلبات ولا تتنازل عن حبة تفاح طازجة عند الصباح واحرص على حبتين من الجزر بعد ذلك
 التزم بالنسة لتناولك الطعام فلا تأكل إلا عندما تشعر بالجوع وعندما تتناول الطعام فلا تصل إلى مرحلة الشبع وقم عن الطعام وما زالت حاجتك إليه موجودة.
 لا تأكل الطعام وانت متوتر الأعصاب وإبدأ طعامك بالسلطة وتناوله بإسترخاء وهدوء.
 إبتعد تماما عن المشروبات الغازية واحرص على وجبة الإفطار وخذها باكرا وتخل عن وجبة العشاء فلا داعي لها ولا تأكل شيئاً قبل النوم بساعتين وتخلص من السمنة وقلل من الحلويات ودع الوجبات السريعة والدهون الحيوانية وداوم على الرياضة وابتعد عن التدخين.
 أكثر من شرب الماء ، نم باكراً واستيقظ باكراًُ ولا تكثر من الملح ولا من التوابل الحارقة ولا من الأطعمة المقلية واحرص على اجراء فحوصات دورية.
تعود على التفكير الإيجابي:
على صاحب العلم أن يكون تفكيره إيجابياً بناءً وأن يكبّر الإيجابيات في حياته وحياة من حوله وان يتذكرها بإستمرار وان يتجاوز السلبيات وينساها وعليه أن يقنع نفسه بانه سعيد موفق ناجح محبوب ذكي غجتماعي وأن يتصرف على أساس هذه القناعة .. إقرأ كتابي ديل كارنيجي [دع القلق وإبدأ الحياة] و [كيف تكسب الناس وتؤثر في الأصدقاء] أحسن ادراكك للمشكلة وكون لديك الرغبة الأكيدة لحلها واقتنع بإمكانية ذلك، ثق بنفسك وبقدراتك، حدّث نفسك دائما بالإيحاء الذاتي الإيجابي، استمر في توثيق وتعميق صلتك بالله، تصالح مع نفسك وصادقها وتقبلها كما هي واستثمر مواهبك ، وثّق علاقتك بالناس واكثر من الإهتمام بهم وتقديم الخير لهم، نظّم حياتك ، تعلم كيف تسترخي وادرك تماما قول الشاعر ايلي أبو ماض .. احرص على الوصايا العشر للشهيد البنا وشرحها للدكتور عبد العظيم المطعني.

تم التلخيص بحمد الله.
‏06‏/02‏/1430


comments powered by Disqus