تحديث: مساري في تعلّم اللغة التركيّة

2018-02-05

كتبتُ منذ عام تدوينة أشرح فيها الاستراتيجة محاولاتي في تعلّم واكتساب اللغة التركية، وهي استراتيجية تعتمد على ثلاثة نقاط: تغيير مكان الإقامة (لخلق حاجة حقيقية للتعلّم)، الاحتكاك المُباشر مع الأتراك (جيران، أصدقاء)، والتعلّم الذاتي من المصادر المتوفرة على الإنترنت. في تدوينة اليوم أسرد مُلخص تطوراتي الأخيرة بهذا الخصوص.

لأسباب عديدة لم أمارس اللغة التركيّة كثيرًا خلال العام الماضي، بينما تابعت بشكلٍ متقطّع الدراسة باستخدام برنامج Busuu حيث اجتزتُ منتصف مستوى الـ B1 ضمن مساقه التعليمي. كما كان احتكاكي الخارجي قليلًا أيضًا، رغم ذلك كنتُ في وضعٍ يعينني على العيش بأريحية نسبية؛ لكني بحاجة إلى دافعٍ إضافيّ للمزيد.

هذا الدافع جاء مع حصولي على قبولٍ جامعي لإستكمال دراستي الأكاديمية لهندسة الكهرباء والإلكترون، والتي كنتُ قد انقطعتُ عنها مضطرًا نتيجة خروجي من سوريا بداية الـ 2015، وعلى اعتبار أن الدراسة ستكون باللغة التركية لذا يُشترط للبدء بها الحصول على شهادة بإجتياز مستوى الـ C1 من قبل معهد التومر.

قصدتُ المعهد لإجراء اختبار تحديد المستوى، فحصلت على قرابة الـ 50% ضمن مستوى ال B1، علمًا أن علامة النجاح الدنيا هي 60، (للصدفة ربمّا أو لغيرها هذا هو ذاته المستوى الذي وصلت إليه حسب مؤشر تطبيق Busuu)، لكني ارتأيت بأن عشرة علامات لا تستحق أن أعيد دراسة المستوى من الصفر، لذا حصلتُ على نسخة من الكتاب الخاص به لدراسته بشكل ذاتي، وأعدتُ الامتحان ثانيةً بعد أسبوع وحصلت على علامة النجاح، ما يؤهلني للالتحاق بصف الـ B2.

هكذا وجدتُ نفسي على مقعدٍ خشبي بعد سنواتٍ من الغياب، السبورة، المدرّسون، الزملاء، الاستراحات.. المكوّنات نفسها في أي مؤسسة تعليمية.

الدوام يمتد لقرابة سبع ساعاتٍ يوميًا (خمسة ونصف منها دراسة فعليّة) من الإثنين إلى الجمعة. التركيز انصب بشكلٍ كبير على دراسة المادة التي بين يدينا، وهي نصوص وقواعد بشكل رئيسي. وهكذا مضت الأسابيع الـ 13 (وهي الفترة المخصصة لدراسة المستويين: B2 وَ C1) بشكلٍ خاطف، واجتزت في نهايتها الامتحان النهائي بنجاح :)

أذكر هنا نقاطًا متفرقة حول ذلك:

  • كنتُ أتمنى لو أتيح لنا وقتًا أطول للمحادثة، التركيز على النصوص والقواعد كان السمة الغالبة لدراستنا. وهذا قد يختلف من صف لآخر أو من مركز لآخر! لأن ما اكتشفته في النهاية هو عدم وجود نظام واضح ومحدد المعالم للتدريس في المعهد، بل للمدرسين هامشٌ كبير في الكيفية التي يُحضّرون بها طلابهم.

  • التكلفة التي دفعتها لمستويين هي 2500 ليرة تركية (قرابة 675$ بسعر صرف هذه الأيام). حسب تقديري التلكفة مرتفعة للغاية مقارنةً مع الفترة الزمنية والاستفادة. حيث درستُ بشكلٍ ذاتي المستويات الأربعة الأولى ولم تصل مجمل اشتراكي في تطبيقات ومواقع تعلّم اللغة التركية أكثر من 100$!

  • لمَاذا إذن لم أدرس هذين المستويين بشكلٍ ذاتي أيضًا وأتقدّم إلى الامتحان النهائي مباشرةً؟ العامل الرئيسي في حالتي كان الوقت، فالدراسة المكثفة بالمعهد ساعدتني على الالتحاق بالجامعة بدءًا من الفصل الدراسي الثان. الخوف من عدم كفاية الدراسة الذاتية خلال فترة الأشهر الثلاثة المتاحة هو ما دفعني لترجيح كفة التسجيل بالمعهد.

الإلتزام والهامش الزمني المتاح هما التحدّيان الأبرزان للدراسة الذاتية، وبالتغلّب عليهما أرى نتائج التعلم الذاتي ممتازة.

  • الدراسة مع العمل ليست بالأمر السهل، ما ساعدني أنني أعمل بعقدٍ كعاملٍ مستقل بدوام جزئي. في غير هذه الحالة سيصعب الجمع بين 35 ساعة دراسة أسبوعيًا و 40 ساعة عمل على ما أظن. كنتُ قد مهدّتُ مسبقًا لهذه الخطوة باستقالتي من عملي بدوام كامل وعودتي للعمل الحرّ، وهو ما ساعدني على تحقيق أمور أخرى قد أتحدّث عنها لاحقًا.

Photo by Shoot N’ Design on Unsplash


comments powered by Disqus