استشهاد هادي واعتقال أنس وانفصال السودان ..

2011-07-09

إنه يومٌ استثنائي بحق .. فقد شهدتُ ولأول مرة مواجهات مطابقة لتلك التي كنّا نطلق عليها ‘مواجهات أطفال الحجارة’ : إطارات مشتعلة، غازات مسيلة للدموع .. وحتى الرصاص الحي ..

وكانت ستكون ذكرى مثيرة لولا ثلاثة أخبار مؤلمة أتبعته ..

الخبر الأول : هو خبر استشهاد البطل هادي الجندي ..

وليس بيني وبين الشهيد هادي معرفة شخصية، فهو لا يعرفنني، لكنّي كثيرًا ما شاهدته يعتلي الأكتاف ليقود بصوته الشبابي وشخصيته الساحرة المظاهرة .. كان يخلع قمصيه ويربط على رأسه حطاطة ويبدأ بهتافه الأول … حيّوا العلوية … له كاريزما رائعة .. بسيط للغاية، نحيف، أسمر اللون .. تتجاوب معه الناس بكل سلاسة .. تفاجأت البارحة بخبر استشهاده على أيدي قوى الأمن الغادرة .. نعاهدك يا هادي بأن نكمل مسيرتك إن شاء الله .. رحمك الله وتقبلك عنده ..

الخبر الثاني : هالني اليوم صباحًا عندما فتحت الشابكة و رأيت الجميع يتحدث عن ‘الحرية للمدون أنس المعرواي’ !!! ماذا .. هل اعتقل المدون أنس!!؟ .. ربما لم أحدثكم من قبل عن أنس ..

أنس أونلاين، هي أول مدونة أصادفها في حياتي، ولقد أعجبت بشدة بشخصيته وكتاباته وكان ذلك الإعجاب سببًا في افتتاحي مدونتي الخاصة .. قرأت أرشيفه كاملًا وأعجبت بأسلوبه الكتابي، وقرأت عنده عن نظام التشغيل لينكس، فأقنعني … وهاأنذا قد أمضيت سنوات مع لينكس الذي أعشقه بقوة … والفضل أيضًا يعود لأنس أونلاين ..

حديثه عن المصادر الحرة ومقاطعة النسخ المقرصنة، ومناقشته للعلمانية في سوريا .. كل ذلك لا يمكن أن ينسى ..

نعاهدك يا أنس بأن لا نعود إلى منازلنا .. حتى تتحرر سوريا وتنال الحرية مع جميع المعتقلين ..

الخبر الثالث : هو خبر الاحتفال بانفصال السودان إلى دولتين ..

هذا هو النتاج الطبيعي لأنظمة القمع والاستبداد .. التفتت والتجزء .. بينما تعيد الثورات إلى الشعوب تلاحمها وتعاونها ..

شكرًا للبشير لأنه وجه لي ولجميع العرب طعنة قاسية ببيعه ربع السودان العربي مقابل احتفاظه بمنصبه اللعين ..

عجيب هم هؤلاء الحكّام .. إنهم على استعداد لبذل كل شيء للاحتفاظ بمنصب الحكم والرئاسة ..

وريتها وقفت عند الانفصال، لكنهم أصروا على الاحتفال بذلك الانفصال، وها هو علم دولة العدو يرفرف بدولة الجنوب الجديدة .. وتثمر جهود الغرب وأخيرًا في استثمار الضعف والتخلف العربي في فصل السودان والسيطرة على قسمه الجنوبي ..

ثلاثة أخبار مؤلمة في يوم واحد … عسى الله أن يفرج عنّا قريب


comments powered by Disqus