عودة بعد الإنقطاع ... صباحكم رحيل ونعناع

2011-02-04

غريب هو حالي!
رغم أنه لدي مئة فكرة لأكتب عنها، ورغم انقطاعي لشهرٍ كامل عن التدوين، ولشهرٍ ونيّف عن الشابكة، فلا تنتابني رغبة في التدوين اﻵن. منذ فترة (أثناء الامتحانات) كانت تتملكني رغبة عارمة في الكتابة، لكن مع بدء الإجازة تبخرت تمامًا رغبتي تلك ..

منذ أسابيع مضت كتب المهيري في معلقته الشهيرة ‘الطريق الأبسط‘ يدعو إلى الإنقطاع عن الشابكة لفترة (ولو يومين) يحاول فيها المرء أن يجدّد نشاطه ويعيد توازنًا مفقودًا إلى كيانه، تحمّست وقررت يومها إلغاء إشتراكي عند مزود الخدمة (البائسة سريتيل)، وهكذا مضى أربعون يومًا وأكثر وجهازي الحاسوب معزولٌ عن العالم الافتراضي ..
الإمتحانات جاءت بعد فترة وجيزة من ذلك فأخذت الوقت كله، (أو هكذا يمكنني الزعم)، وعلى الرغم من شعوري أحيانًا بالحسرة على خط إتصالي المغدور (خاصةً إنقطاعي عن متابعة أخبار التقنية وصحيفة ‘القدس العربي’ وأجواء الشبكات الإجتماعية التي تنقل بشفافية وصدق مايجري في عالمنا العربي – أقصد أحداث تونس ومصر ..) إلا أنها تجربة رائعة سأتحدّث عنها لاحقًا ..
كنتُ أتمنى أن تكون الامور في الشارع المصري قد حسمت، على كلٍ أتابع بشكل شبه ساعي مايحدث هناك، حالي حالكم، وقلوبنا كلها مع إخواننا في مصر، ختم الله مخاض ثورتهم بالتوفيق ..

اﻵن يمكنني العودة للحياة الطبيعية، عدت للقراءة (التي ضاقت سبلها ولم تنقطع) مع كتاب الرحلة الفكرية للدكتور عبد الوهاب المسيري، وهو كتاب ممتع ومفيد بحق، كمعظم سير الكبار والعظماء، في الفترة الماضية قرأت ‘المشروع النهضوي العربي’ وكتاب ‘أشواق الحرية .. مقاربة للموقف السلفي من الديمقراطية’ وكتاب ‘فقدان التوازن الاجتماعي .. مشكلة الزي واللباس في العالم الإسلامي’ .. لا أدري إن كنت سأتحدث عنها لاحقًا، لكنها كتب جيدة وتستحق القراءة بالفعل …
بالمناسبة كان عليّ كتابة تدوينة ‘أفضل ثلاثة كتب قرأتها في عام 2010 وأنصح بها’.

ليس فقط الكتابة هي المتراكمة لدي، هناك أيضًا ملف المدونة (الذي أجمع فيه ماكتبته هنا منذ عامين ونيّف)، وإنهاء العمل على قرص يسهّل الإنتقال لنظام لينكس، كنتُ أفكّر في افتتاح مدونة جديدة (‘مدونة واحدة لاتكفي’ كما قال المهيري) وستكون مختصة بدراستي (هندسة الكهرباء)، يتوجب عليّ زيارة طبيب الأسنان ومئة مهمة أخرى .. بدأت أشعر بالفوضى .. هذا يكفي ..

حدثني صديقي منذ قليل …. ‘هل يمكنك أن تأتي لعندي لنذهب سويًا إلى المسجد؟’ هذه الأسئلة تجعلني أفكر أحيانًا لمَ أنني صديق غير جيد!!
هذه النقطة من النقاط التي تشغل بالي مؤخرًا، وأودّ تسويتها في الفترة القادمة إن شاء الله … أشعر بأنّ هناك نقاط تجعلك لا تفكّر بإتخاذي صديقًا …

  • ذاكرتي الضعيفة : ضعيفة بمعنى حتى طلبات أعز الأصدقاء (لا بل والأهل) أنساها بشكل رهيب، الآخرون يظنون بأنني غير مبالٍ بهم أو بطلباتهم، بمعنى أنني لا أعيرهم أي إهتمام .. مشكلة ستشعر بها عندما تطلب مني ذات الطلب مرات … أشعر بإحراج حقيقي … يجب أن أحسم هذه المهزلة …
  • نقودي : نعم نقودي!!! فأنا كثيرًا ما أبدّد مصروفي على الكتب والشابكة، وهذا يعني مقدارًا أقل يمكنني صرفه مع مشاوير الأصدقاء والرحلات والتنزهات ..
  • نظام النوم/الاستيقاظ : أبقى مستيقظًا بعد الفجر، وأنام – نتيجةً لذلك – قبل الحادية عشرة، بل وأحيانًا كثيرة قبل العاشرة … أخبرني كيف أستطيع المشاركة في سهرات الأصدقاء، أو أن يشاركوني في نشاطاتي الصباحية ..
  • أحب المنزل : على الأقل بالمقارنة مع أصدقائي، فأنا بيتوتي، لا أسهر عند الأصدقاء، لا أدرس عندهم – بالغالب -، وبالتأكيد لا أنام عندهم …
    لماذا أكتب هذا عني ؟؟
    للأسف يبدو أني أخدع البعض فأجعلهم يرغبون بصداقتي، لا أدري كيف تغري هذه التدوينات البعض بالتعرف عليّ …. كتبت أكثر من مرة عن فشلي وأسراري السيئة الستة، لا أظن مالذي عليّ قوله عن نفسي حتى أبدو كما أنا ..

حاليًا أستخدم توزيعة النعناع من دبيان، لم تصدر دبيان 6 بعد، لكنني مازلت بإنتظارها منذ أشهر، هذه التوزيعة لديها شعار جميل (ربما)، هم ليس لديهم موعد ثابت لإصدار توزيعتهم (مثلًا كل ستة أشهر أو سنة)، بالأصل هذه التوزيعة يديرها المجتمع وليس شركة معينة، هذا الأمر يجعل البعض يثق بدبيان أكثر، المهم شعارهم في موضوع الوقت ‘تصدر عندما تنتهي’، وهذا الشعار لايعطيهم الوقت للكسل واللعب، لا، بل يعطيهم الوقت لإنضاج التوزيعة بشكل كامل والمزيد من التعب ..
بالتأكيد إعطاء المواعيد والإلتزام بها أمر جيد ويحفز اﻹنسان على العمل وبذل الجهد، لكن جميل أيضًا أن نتبنى شعار ‘يجهز عندما ينتهي’ لبعض الأعمال التي قد لايهم موعدها كثيرًا بقدر مايهم جودتها وإتقانها، لا أظن هذه فلسفة فاشلة، لأن دبيان واحدة من توزيعتين هم أقدم المستمر في عالم جنو لينكس (البداية كانت منذ 1993) حيث هناك بعض التوزيعات التي بدأت قبلها لكنها لم تستمر، أضف إلى ذلك بأن معظم التوزيعات الأخرى مبنية على دبيان .. أظن بأن هاتين الميزتين (الإستمرار من 93 + كونها التوزيعة الأم لأكثر التوزيعات) مرتبط بعدد من إيجابياتها، ولا سيما الثبات والإستقرار ومستودعات البرامج الهائلة، وهذه الإيجابيات لاأظنها كانت ستتحقق لو أن مشروع دبيان ألزم نفسه بموعد ثابت للصدور، مثلا كل 6 أشهر، وهذه هي المشكلة التي جعلتني أفكّر بترك أوبونتو، 6 أشهر هي مدة قليلة وفريق العمل ينهك لمحاولة إضافة شيء جديد في كل مرة، هذا يجعل التوزيعة تصدر وكأنها لم تكتمل بعد …
‘تجهز عندما تنتهي’ … ما رأيكم ؟

أودّ أن أسئلكم – قبل أن أنسى – هل تعرفون أية مدونات مختصة بالهندسة ؟ المواقع موجودة ومتوافرة، لكن ماذا عن المدونات


comments powered by Disqus