عليك أن تدرك أولاً بأن لنظام لينكس العديد من التوزيعات، وبأني سأتحدث عن توزيعة يسمونها “أوبونتو”، يمكنك أن تقيس ذلك بالأرز! هناك أرز محمر، وآخر معصفر، رز مطبوخ بالسمن وآخر بالزيت … وهناك حتماً بعض الإختلافات بين تلك التنويعات أو التوزيعات لكن في النهاية كله أرز … أقصد لينكس … لا ترهق نفسك بذلك … انسَ ..

تبدأ الفروق بين ويندوز ولينكس بطريقة الحصول على كل منها، أوبونتو نظام مجاني، لذا يمكنك أن تقوم بتنزيله من موقع الشركة، لا يوجد سيريل نمير أو كراك أو صلاحية لـ 30 يوماً، أيضاً يمكنك أن تطلب النسخة الأصلية من موقع الشركة لتصلك إلى بريدك أينما كنت وبدون ان تدفع حتى تكاليف الشحن (وهذا حدث فعلاً!) … لا وجود لنسخ أصلية ونسخ مقرصنة .. كله أصلي ..
أوبونتو موجودة في الأسواق أيضاً لذا فليس من العسير أن تحصل على واحدة ..

عندما حزت نسختي من أوبونتو كان لدي قرص 10 غيغا يحوي بعض الملفات القديمة جداً وغير مهمة، وضعت سيدي أوبونتو في السواقة، وأعدت الإقلاع .. لأقلع من السيدي ….. جميل … **لقد حصلت مباشرة على معالج تركيب أوبونتو بأكثر من 250 لغة من بينها العربية **.. هذا مدهش بالفعل!
بعد إختيار اللغة، اخترت الدولة التي أسكن فيها لضبط إعدادات اللغة، سوريا ضمن الخيارات طبعاً !، سألني بعد ذلك عن اللغة التي سأستخدمها على لوحة المفاتيح .. أبقيت خيار اللغة الإنكليزي الإفتراضي مفعلاً وضغطت على التالي (يمكنك أن تضيف لاحقاً من داخل النظام اللغات التي تريد) .. الخطوة التي تلي ذلك إختيار مكان للتركيب، اخترت قرص الـ 10 غيغا (رغم ان أوبونتو لا يحتاج لأكثر من نصف ذلك) … نقرت على التالي لأفاجئ بأن معالج التركيب اكتشف وجود نظام WXP على القرص C وسألني فيما إذا كنت راغباً بإستيراد مفضلة الإنترنت أو مستنداتي أو صوري … رقي رائع حقاً … في خطوة أخيرة أدخلت اسمي وكلمة المرور… **عملية التثبيت لم تأخذ أكثر من 15 دقيقة … **

يبدو الفرق واضحاً من عملية التركيب، جميع الأسئلة سُئلت دفعة واحدة وانتهى الأمر، في WXP أنت تحتاج لأن تراجع معالج التركيب كل فترة لتجيب عن دفعة جديدة من الأسئلة …
بعد إعادة الإقلاع حصلت على واجهة تخيرني بين ويندوز أو أوبونتو … دخلت على ويندوز لأطمئن على تراثي الرقمي … فوجدت أن كل شيء على حاله .. ولم ينقصني أي ملف …
أعدت الإقلاع واخترت أوبونتو هذه المرة ..** الشركة صاحبة النظام وعدت بأن الإصدار القادم من أوبونتو لن يستغرق إقلاعه أكثر من عشرة ثوانٍ **… اليوم نحن نحتاج إلى 25 ثانية لنصل إلى سطح المكتب ..

اﻵن أنا أمام سطح المكتب .. خلفية جميلة وشريطين للمهام: سفلي (لا يحوي رمز إبدأ!) وعلوي يحوي ثلاث قوائم هي على الترتيب (تطبيقات – أماكن – نظام )، من قائمة تطبيقات اخترت (الإكسسورات) هناك آلة حاسبة شبيهة جدا بتلك التي في ويندوز، هناك محرر نصوص بسيط يذكرك بالمفكرة، يوجد قائمة أخرى للألعاب، وقائمة لبرامج التصميم، وثالثة لبرامج النت (فايرفوكس هو المتصفح الإفتراضي) ، قائمة برامج الأوفيس مزودة بباقة OpenOffice وهي البديل الرائع عن حزمة أوفيس المعروفة، هناك مجموعة من برامج الصوت والصورة أيضاً …
من قائمة (أماكن) ولجت إلى (جهاز الكمبيوتر) فرأيت أقراصي .. جيد … لينكس يعمل بالطريقة التي تتوقعها منه … تصفحت ملفاتي ، كل شيء على ما يام
ما تزال الفروق واضحة : فملفات الوورد والبوربوينت والإكسل والإكسس وملفات الـ pdf والصور … كل شيء يعمل مباشرة ودون الحاجة لتركيب أية برامج إضافية (علماً أنها متوافرة بالملايين) ..

الجهاز موصول بكبل ADSL ، فتحت الفايرفوكس ودون أن أدخل أية إعدادات تمكنت من الدخول للنت وتصفح جميع المواقع …. هذا رائع بحق …
نزعت كبل الشبكة ووصلت هاتفي النقال E75 المزود بشريحة الجيل الثالث
مجدداً … ودون أن أدخل أية إعدادات اكتشف النظام نوع الموبايل وفتحت الفايرفوكس وإذا بخدمة النت تعمل تماماً وكما ترغب …
الطابعة موصولة … فقط أدخلت اسم الشركة المصنعة (من لوحة التحكم) وموديل الطابعة ونقرت على (موافق) …. الطابعة الآن تعمل …** نعم خلال خمسة ثوانٍ فقط تمكنت من تعريفها … هذا مذهل بحق …**
فتحت برنامج Hardware Drivers ، لقد اكتشف البرنامج أنه لدي بطاقة من نوع انفيديا وأعطاني نوعها … كل ما كان علي القيام به هو أني نقرت على زر Active ، اتصل البرنامج بالشبكة وقام بتحميل التعريف وتركيبه تلقائياً ودون أسئلة معقدة ….
حقاً هذا رائع … واكثر بكثير من قدرتي على التخيل … لم اكن أتخيل نظام بكل هذه السهولة والقوة …. لينكس لم يطلب مني إعادة الإقلاع ولو لمرة واحدة فقط (بإستثناء وحيد، وذلك بعد تعريف بطاقة الإظهار ) …

حسناً يكفي هذا لليوم …. ما رأيكم؟