كيف يكون الإنسان فعّالا؟

2009-09-19

هذا ما تعلمته من كتاب “الإنسان الفعّال” لمؤلفه جمال جمال الدين :

من المقدمة:
الفعّالية : هي استخلاص أقصى ما يمكن من الفائدة من وسائل معينة.
جيل النهضة جيل يؤرقه أداء مهامه وواجباته لا تحصيل حقوقه.
على الإنسان أن يكون سوياً أولاً ومتحضراً ثانياً ومتديناً أخيراً.
المزية هي مزيج من الرغبة والمعرفة والمهارة.
“الحق ما اغراها من كلمة .. إنها كالعسل يجذب الذباب والانتفاعيين الانتهازيين، أما الواجب فكلمة لا تجتذب إلا النافعين المنتجين، حملة رسالة الحضارة والتقدم” مالك بن نبي.
“إن مسايرة اﻵخرين في امر يتعارض كلياً او جزئياً مع مصالحنا وأهدافنا وخطة عملنا بهدف المحافظة على محبتهم والخوف من اتهامهم لنا بقلة الكياسة هو غباء عاطفي .. الإستسلام لرغبات اﻵخرين الناتج عن ضعفنا ومبالغتنا في تقدير أهمية رأي اﻵخرين فينا هو بعض ما يجب معالجته لتحقيق فعّاليتنا”
“إن السر في النجاح هو ان تقوم بالعمل الذي تعلم يقيناً ومن أعماق نفسك أنه سيسحن من نوعية الحياة التي تعيشها وفي ان تمتنع عن القيام باعمال لا ترغبها، لأنك تعلم انها تخالف كل مصالحك ومبادئك او تتعارض معها”

المزية الأولى : الذكاء العاطفي :
وهي قدرة الإنسان على إدارة مشاعره وتحكمه فيها.
التجربة بحد ذاتها لا يمكن لها أن تعلمنا ما لم نستخدم عقولنا للإستفادة منها.
حتى الساعة المعطلة تكون صحيحة مرتين في اليوم.
إحدى الأفكار التي تساعدك في مقاومة الغضب هي ألّا تزيد الطين بلة! فيكفي أنك لم تحصل على ما تريد أو أن شيئاً سار بطريقة ما خاطئة، فلماذا نضيف تلك المشاعر السلبية ونمارس ردود الفعل الغاضبة التي تزيدنا سوءاً ؟
افعل للآخرين ما لا يحلمون في أحلامهم الوردية المفرطة أن أحداً يمكن أن يفعله لهم.
تبسّط : في بيتك وكلامك وملابسك وطعامك وعلاقاتك وتخفف من كل ما زاد عن حاجتك.
دافع عن الأشخاص الغائبين واقتص لهم.

المزية الثانية : العقل العلمي والتفكير السليم :
يروى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع ثناءً على رجل، فسأل : كيف عقله؟ فتحدث القوم عن عبادته وخلقه وآدابه وفضله، فسأل : كيف عقله ؟ إن الأحمق العابد يصيب بجهله أعظم من فجور الفاجر .. وإنما يقرب الناس من ربهم على قدر عقولهم.
إن القعود عن تحصيل العلم والمعرفة من أكبر المعاصي الإجتماعية ويسبق ذلك ترسيخ أسس العقل العلمي والتفكير السليم.
يقول د.فؤاد زكريا “إننا لنلاحظ من تجربتنا العادية أن أكثر الناس يقيناً هم عادةً أكثرهم جهلاً”.
مسكين ذاك الذي يتبع فكرةً أو عقيدة دون مراجعتها لمجرد أنه ولد في عائلة تحملها، ومن الفعّالية ألا تتردد في وضع أولئك الذين علموك وأرشدوك في صغرك في ميزان تقييمك دون الإساءة إليهم.
النفس العظيمة ليس لها علاقة بالمسايرة، لتكون عظيماً لا بد أن يساء فهمك، إلتزم بفعلك وهنّئ نفسك ان كنت قد فعلت شيئاً غريباً وحطمت رتابة عمر محتشم، إنها فعلاً كلمة الأحمق : سيءٌ جداً أن يساء فهمك.
الرجل الحقيقي في عالم اليوم هو الذي يغير كلمته ولو كانت مخالفة أو معاكسة لما قاله قبل ساعة، طالما أصبحت له قناعة جديدة.
المؤمن مأمور ألا يتبع أراً إلا توضح له البرهان والدليل الواضح الذي يورث العلم لا الظن.
اندفاع الإنسان للحركة الفعّالة النشيطة مرهون بإقتناعه بجدوى هذه الحركة.
لن يفيدنا الدعاء شيئاً طالما بقينا لا نستجيب لسنن الله في التغيير. الله يساعد من يساعد نفسه.
ان كل ما يجب ان يهمك هو ما يتوجب عليك أن تعمله وليس ما يفكّر به الناس حيال ذلك. قم بعملك ولسوف تعزز ذاتك

المزية الثالثة : التفاؤل والتفكير الإيجابي :
السر البسيط في ذلك يكمن في ان تملأ عقلك وقلبك بأفكارٍ من الإيمان والحب والنجاح.
يقول هنري فورد “إنها معادلة صحيحة وبسيطة ومضحكة .. اعتقد بحزم أنك قوي فسيتحول هذا الإعتقاد إلى الآخرين، ويصدقون أنك قوي، فتفرض عليهم طريقة معاملتهم معك”.
التفاؤل لا يضمن النجاح ولكن التشاؤم يضمن الفشل.
يقول ريتشارد باندلر “عندما يتغير الإطار – المنظار – الذي ننظر منه للأحداث يتغير معناها بالنسبة لنا، وعندما يتغير معناها؛ تتغير إستجابتنا، وهذه الإستجابة لم تُبنَ على التجربة نفسها بل على موقفنا منها ، فإذا غيرنا معنى هذه التجربة بالنسبة لنا، فإن استجابتنا ستتغير”.
تغيير ما بالأنفس لا يحصل بمجرد التمني، ان تغيير طريقة تفكيرنا ومشاعرنا ومواقفنا من الحياة لا يمكن أن يتم إلا اذا توقفنا وفكرنا ملياً في هذه الأفكار والمواقف والعواطف والميول ثم حاولنا بوعي وجهد وقصد اقناع انفسنا لننظر الى شؤون الحياة المختلفة بعقلية مختلفة.
السر الأكبر في القدرة على تغيير أفكارنا ومواقفنا هو ان نكون حاضري الموقف واعين لأنفسنا مدركين كيف تتشكل مفاهيمنا ونظرتنا إلى العالم من حولنا وكيف تفعل فعلها فينا، أي في أن نكون عارفين بالآخر وكيف نتأثر بهم وكيف يحاولون التأثير فينا .. ان حضور الموقف ووعيه آليةٌ ما إن تبدأ دورتها لدى الإنسان فلن تتوقف أبداً.
يقول د.شريعتي “إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف، فكن أينما أردت، المهم أنك لم تحضر الموقف .. كن أينما شئت .. واقفاً للصلاة أو جالساً للخمرة، فكلاهما واحد”.
المشاكل التي تحدث معنا خاضعة للسنن الكونية، لذا فيمكن كشفها وحلها.
الإبتسامة سبباً للسعادة وليس نتيجةً لها.
يقول إيميرسون “قم بأشياء تخاف منها، وسيموت الخوف”.
يقول الإمام علي “إذا هِبتَ أمراً فقع عليه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه”

المزية الرابعة : الصحة النفسية :
علم الصحة النفسية هو علم التكيف أو التوافق النفسي الذي يهدف إلى تماسك الشخصية ووحدتها وتقبل الفرد لذاته وتقبل الآخرين له، بحيث يترتب على هذا كله شعور بالسعادة والراحة النفسية، لكنه ليس التكيف والإنسجام مع البيئة المتخلفة وليس هو الانحدار لتكون مثل الآخرين.
التكيف يبدأ بالإنسجام مع النفس والتناغم والتوافق بين ما نحمله من أفكار وما نعيشه من واقع، ثم ينشأ التكيف مع الآخرين كتحصيل حاصل، بحيث تفهم الناس من حولك، أفكارهم .. مشاعرهم .. وجهات نظرهم .. أهدافهم .. توقعاتهم .
يقول الإمام جعفر الصادق “إن الله أراد بنا وأراد منا، فانشغلنا بما أراده بنا عما أراده منا”.
الأقوياء فكرياً هم وحدهم الذين لا يتضايقون من الأفكار المخالفة لهم.
يقول فولتير “سيدي : إنني أخالف كل كلمة مما ذكرت، ولكنني سأقاتل لآخر قطرة من دمي لضمان حقك في أن تعبّر عن رأيك”.

المزية الخامسة : تنظيم الوقت :
المستوى الأول من إدارة الوقت التقليدي وتتضمن الدقة في المواعيد ووضع قائمة بالواجبات اليومية والخطة الأسبوعية والسنوية واستخدام المفكرة ومحاربة المقاطعات. لذلك كرّس عشرة دقائق كل صباح لتخطيط عمل اليوم، محدداً مالذي يجب عليك إنجازه في ذلك اليوم، ومالذي تهدفه من وراء هذه النشاطات. خطط لشيءٍ ما في أوقات الفراغ البينية.
قانون باركنسون “إذا منحت امراً وقتاً أطول من اللازم لإنجازه فإنه سيتمدد ويستهلك كل الوقت الذي منحته له”. لذا قد يكون م الأفضل وضع خطة أسبوعية تستقى منها الخطة اليومية.
قاتلات الوقت : الإجتماعات – الهاتف { أعطِ أولوية للناس الحاضرين بأجسامهم وعقولهم على أولئك الذين يتصلون بالهاتف ولم يكلفوا أنفسهم عناء المجيء إليك } – المقاطعة { لذا امنح نفسك ساعة من الوقت المحمي كل يوم } – عدم الشجاعة في قول “لا”.
المستوى الثاني وهو يستخدم البوصلة والساعة، يعني أن تنجز الأشياء الصحيحة وأن تسير في الإتجاه الصحيح، بعيداً عن القلق بشان السرعة والإنتاجية.
المستوى الثالث وهو إدارة الأولويات، ويعني التركيز على المهام المهمة غير العاجلة لحياة أفضل.
ومن أخطر أعداء هذا المستوى هو التسويف، وأفضل حافز للتغلب عليه هو أن ترغب بان تكون فريداً متميزاً ولا تنسى أن الأعمال الصعبة هي أعمال سهلة لم نقم بها في الوقت المناسب.
إذا أزعجك أداء مهمة فأدها فوراً واخلص منها.
اعرف أين تبدأ .. ركّز على الخطوة الاولى .. فكّر بالدوافع والأسباب والنتائج والنجاحات التي ستحققها، وتخيل لحظة التفوق، تشجع فكل ما تحتاجه هو هذا الحماس والتفكير الإيجابي المتفائل.

يتبع إن شاء الله مزايا خمس أخرى …


comments powered by Disqus