الإنطباعات الأولى عن جهاز جي-ميني

2019-05-16

تحدّثت في التدوينتين السابقتين عن الخدمات السحابية؛ كيف اعتمدتُ عليها لتنفيذ أعمال الحوسبة المختلفة في السابق، ثم لماذا وكيف توقّفت عن استخدماها لصالح العودة للتطبيقات والبرمجيات المحليّة. نُشرت المقالتين كمشاركة في مسابقة التدوين التي أطلقها الصديق عبدالله المهيري، والتي إنتهت بإعلان فوزي! في هذه التدوينة أُسجّل إنطباعاتي الأوليّة عن الجائزة التي حصلت عليها: جهاز Gemini PDA

../images/2019/gemini02.jpg

الشحن والجمرك

أودّ في البداية أن أشكر عبدالله على جهده الكبير. حيث أرسل الجهاز للشحن مُباشرةً في اليوم التالي لإعلان النتائج. إلا أّنه ولسبب ما لم تنجح محاولة الإرسال الأولى مع آرامكس! فبعد خمسة أيام من الانتظار أُخبر عبدالله بأن يعود ليستلم الجهاز مجددًا لعدم قدرة الشركة على شحنه.

تواصلتُ مع أحد الموظفين العاملين في مركز جمركي هنا، والذي أكّد لي أنه لا يوجد ما يمنع من قبول الطرد ثم إيصاله لي بعد جمركته. في هذه الأثناء كان عبدالله قد شحن الجائزة مجددًا مع شركة DHL هذه المرة على أمل أن تكون الخدمة أفضل. وفعلًا لم يستغرق الجهاز سوى ثلاثة أيام قبل وصوله إلى إسطنبول.

تلقيت بعد ذلك رسالة نصيّة تفيد بوجود شُحنة لي في مطار إسطنبول بحاجة إلى تخليصها الجمركي. أحد الخيارات المتاحة كانت توقيع عقد مع DHL أُفوضهم فيه بإجراء العملية مقابل تسديد الرسوم عبر الإنترنت، وهذا ما فعلته. استغرقت الإجراءات أسبوعًا قبل أن يُصار تحويل الطرد إلى مكان إقامتي.

../images/2019/gemini03.jpg

زر التشغيل!

عندما حاولت تشغيل الجهاز توقعت أن تكون بطاريته قد نفدت، حيث أمضى عدة أسابيع ما بين إرسالٍ وجمرك. لذا قمتُ بوصله إلى مقبس للشحن ثم ترقبتُ بضعة ثوانٍ على أمل أن تُظهر الشاشة أن الشحن قد بدأ (على عادةً أجهزة أندرويد) لكن ذلك لم يحدث.

المفاجأة العجيبة أنني لم أستطع بسهولة تمييز الزر الذي يُفترض به أن يُقلع الجهاز power on. في دليل البدء السريع هناك ذكر لزر يُسمى On بحثت على الإنترنت لأجد أن وظيفته هي تشغيل الشاشة.

لم أجد أيضًا في دليل المستخدم صفحة تذكر كيف يمكنك أن تبدأ عملية الإقلاع! حاولت الضغط باستمرار لثوانٍ عدّة على بعض الأزرار (كما نفعل في أجهزة الأندرويد) لكن هذا لم يحقق نتيجة.

بحثت على اليوتيوب ولم أجد أحدًا للأسف يُشغّل الجهاز أمام الكاميرا. في هذه الأثناء كانت عدة ساعات قد مضت على وصله إلى الشاحن دون أن يتغيّر لون الليد إلى البرتقالي ما أثار مخاوفي (ذُكر في دليل الاستخدام أن اللون البرتقالي يدل على تجاوز الشحن للـ 50%). في النهاية وجدت في الصفحة 225 (!) من دليل الاستخدام أنك تحتاج إلى الضغط لعشر ثوانٍ متتالية حتى يبدأ إقلاع الجهاز.

لا أدري لماذا افترضت الشركة المُصنعة أن هذه المعلومة بديهية. جميع أجهزة أندرويد التي تعاملتُ معها كانت تقلع بمجرد الضغط لـ 3 أو 4 ثوانٍ على زر التشغيل. مضاعفة الزمن عن ماهو سائد في السوق يتطلب أن تُخبر المستخدم بذلك في دليل البدء السريع.

استغرقت البطارية في الشحن الأولي ما يقارب 10 ساعات، وهذا يرجع إلى عدم استخدام الجهاز على الإطلاق منذ شرائه منذ عام ونصف كما أخبرني عبد الله :)

يمكن للبطارية أن تستمر لثلاثة أيام كاملة من الاستخدام المتقطع، وهذا أداء أكثر من كافٍ بالنسبة لي.

../images/2019/gemini04.jpg

العتاد والمظهر الخارجي

أول ما لفت نظري بعد إخراج الجهاز من صندوقه؛ المواد عالية الجودة المستخدمة في تصنيعه، آلية الفتح والإغلاق، الملمس، والإحساس الصلب الذي تشعر به عند مسك القطعة والتعامل معها.

نقطة القوة الرئيسية بالطبع هي لوحة المفاتيح، فبتصميمها الذكي وجودتها العالية كان بإمكاني، بعد وضع الجهاز أمامي على طاولة، أن أكتب بكلتا اليدين بسرعة قريبة من سرعتي العادية. ما أقصده بالتصميم الذكي هنا، هو حجم الأزرار، تموضع الأصابع فوقها، والتغذية الراجعة التي تُعطيها مع الاستخدام.

بالمناسبة، إن كنتَ تنوي شراء جهاز واستخدامه في الكتابة باللغة العربية (أو غيرها من اللغات الثانية) فالأفضل طلب نسخة مشحونة مع لوحة مفاتيح مُعدّلة. لأن توزيع الأحرف يختلف نوعًا ما عن التوزيع المعياري وستواجه صعوبة إلى حين حفظ الأماكن الجديدة لبعض الأحرف.

فيما يتعلق بالمنافذ، أولًا هناك منفذين USB Type-C، اليساري فقط يمكن وصله مع جهاز الشحن الكهربائي. المنافذة الصوتية المتوفرة هي كالتالي: منفذ 3.5mm jack، منفذي مايكروفون، ومنفذين للسماعات الخارجية؛ ما يعطي الجهاز صوتًا مميزًا وموزعًا. فقط أنصح بتعطيل خاصيّة BesLoudness من الإعدادات للحصول على دقة صوت أجمل.

الشاشة تأتي مع لاصق للحماية مُطبّق مُسبقًا، وهذا خيار جيد باعتبار أنها تلامس لوحة المفاتيح باستمرار مع كل اغلاق للجهاز. كنتُ أنوي إزالة هذه الطبقة ولكني آثرت إبقاءها لهذا السبب.

الجهاز مدعوم بمعالج من 10 أنوية، 4 غيغابايت من الرام، معالج إظهار رباعي النواة، و 64 غيغابايت من الذاكرة للتخزين. هذا يعني أداء عالٍ جدًا موازٍ للأجهزة الريادية. وهو أمر يمكن ملاحظته في الدقائق الأولى للتعامل معه.

نظام التشغيل

افتراضيًا الجهاز يُشحن مع أندرويد 7.1، أثناء كتابة هذه السطور كان إصدار 8.1 قد وصل إلى نسخة الجهاز المدعومة بشريحة إتصالات، ويُتوقع أن تصل إلى جهاز WiFi Only خلال الأسابيع القادمة. أحد الميزات الجديدة هي إخفاء شريط التنقلات نهائيًا والاستعاضة عن وظائفه باختصارات لوحة المفاتيح، وهذا أمرٌ جيد سيُسحن من تجربة التعامل مع الشاشة.

أحد النقاط التي أثارت استغرابي؛ عدم تمكني من استخدام الجهاز بالوضع الشاقولي إلا بعد تثبيت لانشر طرف ثالث (Nova)، لا أدري إن كان هذا هو السلوك الافتراضي ولكني أفضل استخدام Nova للحصول على تجربة قياسية على جميع أجهزتي.

من الأشياء المُسهّلة للعمل وجود Dock للتطبيقات يمكن استدعاءه باستخدام زر منفصل. ما يسهل فتح التطبيقات الجديدة.

يمكن تثبيت نسخ أندرويد مختلفة على Gemini بل وحتى نظام التشغيل دبيان لينكس. ولكني فضّلت استخدام الأندرويد المدمج حاليا وملاحظة إن كنتُ بحاجة لشيء آخر أم لا مع الوقت.

../images/2019/gemini05.jpg

الإعداد وتجربة الاستخدام

قررتُ تثبيت جميع التطبيقات الموجودة في هاتفي الأندوريد على Gemini باستثناء تطبيقات الدردشة والتواصل. بحيث أجرّب استخدام الجهاز كأداة مكتبية، انتاجية، أو حتى لاستهلاك المحتوى ولكن دون التشتت مع أي نوعٍ من أنواع التنبيهات. لهذا الغرض أيضًا منعت معظم التطبيقات من إرسال الإشعارات.

هكذا، وبينما أوقفت الإنترنت على هاتف S8 كان لا يزال بإمكاني الاستفادة من خصائص الهواتف المحمولة. مثل تصفح تويتر، البحث في الإنترنت، أو الاستماع إلى بودكاست دون مقاطعة من أي تطبيق.

هذه التجربة كانت مميزة، لكنها لم تنجح تمامًا، أو لم تصبح نمطًا افتراضيًا بعد. ربما بسبب التعودّ أو وجود خلل في النظام الذي وضعته، وهذا ما سأحاول الوصول إليه في الفترة القادمة.

محاولة مسك الجهاز بكلتا اليدين والعمل عليه ليست الشكل الأمثل برأيّ، فنحن نتحدّث على قطعة تزن أكثر من 300 غرام (ضعف وزن هاتفي المحمول)، بالإضافة إلى أبعاد كبيرة نسبيًا. الخيار الأفضل والأكثر ملائمة هو وضعه على طاولة ثم استخدامه. انحناء الشاشة التلقائي والثابت في وضع الفتح؛ سيجعله مثاليا لتصفح (تويتر مثلًا) مع وجبة الأفطار (دون الحاجة لمسك هاتف بأحد اليدين). أعجبني كذلك استخدام الجهاز كقاموس أثناء القراءة سواءً من كتابٍ ورقي أو من جهاز التابلت. فلوحة المفاتيح الكاملة تساعد على الترجمة بسرعة ثم العودة إلى القراءة.

باختصار يمكن القول أن Gemini PDA هو جهاز مكتبي يُساعدك على تحقيق الانتاجية في الكتابة بفضل لوحة مفاتيحه المستقلة (البريد الإلكتروني، أفكار التدوينات، الترجمة إلخ) بالإضافة إلى تقديم تجربة تصفح مكتبية بفضل الزاوية الثابتة لشاشته في وضعية الفتح. لكن لا يمكنني تصوّر امكانية استخدامه كجهاز رئيسي؛ بسبب أبعاده ووزنه، أو كجهاز بديل للتابلت، والذي يقدم امكانية التصفح والقراءة بشاشة كبيرة، واسعة، ووضعية مريحة.

شكرًا مُجددًا لعبدالله المهيري الذي أتاح لي تجربة استخدام هذا الجهاز والكتابة عنه أيضًا :)


comments powered by Disqus