تجربتي الشخصية مفتاحًا لفهم العالم!

2019-06-02

الكثير من النصائح، القواعد، الخلاصات والدروس التي نقرأها هنا وهناك هي أقرب للتجارب الشخصية منها إلى الثوابت الحياتية. يصحّ هذا عن نصائح العمل كما عن أي شيء آخر تقريبًا.

إن كنت تتابع هذه المدوّنة منذ سنوات عدة (وقد تجاوز عمرها العشرة أعوام حتى اليوم) فستكون قد لاحظت التغييرات العديدة التي مررتُ بها، والتي انعكست على طريقة تفكيري وموقفي تجاه مختلف القضايا. هذه الملاحظة نفسها تدفعني دومًا للتعبير عن أفكاري الجديدة بالمقدار الذي أستطيعه من التروي وعدم اليقينية. بعبارة أخرى أحاول دائمًا اكتشاف السياق الذي تصح فيه فكرتي وأعمل على نقله إلى جانب الفكرة ذاتها.

أكتب أحيانًا أمثلة عن هذه التغييرات وأنسى في أحيانٍ كثيرة. لكن لا يهم، المهم أن تقرأ كل شيء بعينٍ متروية تحاول وضع كلٍ شيء في سياق. في السابق كنتُ قد أضفتُ لهذه المدونة شعار "جميع الحقوق محفوظة لعقلك" :) وأقصد بها أن التقييم الشخصي النهائي للقارئ ينبغي أن يكون الحكم دومًا.

إن توقّف أحدهم عن استخدام لينكس مثلًا فأعلن نهاية عصر أنظمة لينكس لسطح المكتب؛ فلا تأخذه رأيه الشخصي كحقيقة علمية. قد تقرأ هنا أو هناك من ينصحك بالتوقف عن مطاردة أحلامك وتجاهل شغفك، أو العكس تمامًا(وكلًا منهما يعتمد على قصصه الذاتية في إثبات ذلك). في الحالتين لا تنسَ أن بناء قاعدة من تجربة شخص أو مجموعة من الأشخاص لا نُسميه استنباطًا بل ترتيبًا؛ وهو سيختلف قليلًا أو كثيرًا عن ما ستختبره أنت في حياتك. لذا كوّن أفكارك أنت، في ضوء ما تقرأ وفي ضوء ما تعايشه.

*حقوق الصورة البارزة. الحياة ليست معادلات رياضية.


comments powered by Disqus