ملخص كتاب سر تأخر العرب والمسلمين

2008-09-10

لمؤلفه الشيخ محمد الغزالي

يبدأ المؤلف كتابه بتشخيص حالة الأمة، فيقول “من أمد بعيد أحسست أننا مصابون من داخلنا، وأن مواريثنا الفكرية لا تنبع من ديننا، بل من تعاليم دخيلة على هذا الدين … هناك ازورارا عن توجيهات الإسلام الحاسمة في الميادين كافة تمشياً مع أهواء فرد من الأفراد أو طبيعة جنس من الأجناس، وأن العبادات فقدت روحها وأصبحت رسوماً ميتة، وأن الأخلاق سقطت عن عرشها وأمسى تعامل الناس وفق غرائزهم وأن الصراع العالمي ليس بين الإسلام وغيره من أهواء البشر! هو صراع بين تطبيقات غبية للإسلام ومسالك بشرية يقظة جريئة”.

ثم يذكر الشيخ محمد الغزالي بعض سنن الله الكونية وهي :

[ تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ] القصص 83

والسورة تحوي على شرح مستفيض لعواقب الحكم الفردي والإستبداد السياسي وشرح آخر لعواقب الطغيان الإقتصادي والإغترار بالمال العريض، والآية السابقة هي خلاصة هذه الإستفاضة.

[ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ] يوسف 87

[ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ] يوسف 90

[ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ] محمد 1

[ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ] فاطر 2

[ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ] يونس 81-82

[ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ] الرعد 17

[ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ] المائدة 100

[ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ] آل عمران 160

[ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ] السجدة 24

[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ] الأنفال 53

ثم قال “إن القوانين العشرة السابقة نموذج لما يكفل الحضارات، ويحصّن الأمم، ودراستها حياة ونماء للعقائد والأخلاق” وأشار إلى أن العناية بها إقامة للدين وتضيعها تضيع للدين والدنيا، والإقبال على دراستها أجدى من الإقبال على دراسة الإختلافات الفقهية ودقائق الطهارة والوضوء.

وتناول موضوع (الحكم) و (الخلافة الإسلامية) فقال لمن يسأله عن داعي نبش القبور والتحدث عن أمم قد خلت “إنه أمر دين يجب إنصافه فإن -الحكم- هو أول ما انحلّ من عرى الإسلام وأمست الدولة ورجالها في أغلب الأعصار والأمصار الوجه الدميم للإسلام لأسباب ينكرها الدين نفسه. ذلك لأن الخليفة لم يكن أقدر الناس على القيادة، ولا من أقدرهم، أي أن الكفاءة استبعدت في الترشيح للمنصب! ثم وهنت أو ماتت أجهزة الشورى وانفرد بالتصرف عقل واحد يزعم لنفسه الكثير! وانطلقت الأيدي في المال العام تغرف منه دون حسيب ولا رقيب، واضطرب العمل بالإسلام في الداخل والخارج على سواء …. فغلبت النزعات البدوية والعصبيات العائلية على نظام الخلافة الأمر الذي خلّف شروراً متعددة كرخص الكفاءة العليمة والخلقية والإدارية في أسواق التعامل، وإعتقاد الكثيرين أن التقدم والتأخر حظوظ عمياء … و تفشي العلماء الفاسدين في البلاط الحاكم”

وهذا هو في اعتقاد الغزالي السر الأول للتخلف العربي والإسلامي.

ينتقل – رحمه الله – بعد ذلك إلى تسلل آخر في الميدان الإجتماعي، ألا وهو الإساءة إلى المرأة، يقول “جاء الإسلام فاحترم الأنوثة واستبعد كل النظرات السيئة إليها ورفض أنواع الإهانات التي كانت تلقاها وعدها جزءا من حقيقة الإنسانية التي جاء لتزكيتها .. ووعى المجتمع العربي على عهد السلف الأولين المرأة تترد على المسجد وتتعلم الدين وقد تقاتل مع المقاتلين وقد تداوي الجرحى وتدفن الموتى وتأمر وتنهى وتنصح .. إلا أن التقاليد العربية عزّ عليها أن يطفر الإسلام هذه الطفرة فعادت تسلب ما منح الدين، وتنكر ما أقر وتعامل المرأة على أساس أنها متعة وحسب! .. ولأجل ذلك أهملت نصوصا صحيحة أو حرّف معناها وقدّمت عليها أحاديث موضوعة أو أخبار واهية وآثار منكرة حتى أصبحن [النسوة] في العصور الأخيرة من سقط المتاع و رمزاً للهوان وتفاهة الشأن”.

يتابع شارحاً “يجب أن تغربل التقاليد الشائعة بيننا غربلة شديدة حتى لا يبقى منها إلا ماكانت له بالشريعة صلة، وعلى قدر قوة هذه الصلة وضعفها يكون تمسكنا بهذه التقاليد أو إهمالنا لها”.

يعود المؤلف ليلخص السرين الأول والثاني بقوله “وقد استيقنت أن زبانية الإستعمار العالمي يستبشرون بهذا الصنف من الموجهين الأغبياء، وربما مكنوا لهم ورحبوا بهم، فليس أسعد لأعدائنا من شعب يغتصب قيادته سارقُ زعامة، وليس أسعد له من بيت تديره إمرأة جهول، وليس أسعد له من متدينين يسرتيحون لهذه الأوضاع ويحيون في ظلها أنصاف بشر ويرغبّون الناس في ذلك على أنه الإسلام”.

يبدأ الشيخ بعد ذلك محوراً جديداً في كتابه بعنوان (أثر الأهواء والعصبيات على الدعوة الإسلامية) :

حيث يعرض – على عجالة – بعض صور العصبية الأوروبية كدراسة التاريخ بتبجح، وإفترائهم على التاريخ، ويتسائل إذا كان محمد (صلى الله عليه وسلم) قاتل الرومان في مؤتة فمن الذي جاء بالرومان إلى مؤتة وتبوك وهي بلاد عربية ؟ وفي العصر الحديث إذا كان قتال العرب لــ(إسرائيل) إرهاب مهاجمين معتدين، فمن الذي جاء باليهود من بولندا وروسيا وانجلترا وأمريكا … الحروب الأولى في تاريخنا وفتوحاتنا كانت مهمتها تقليم أظافر الإستعمار القديم من البلدان العربية، ثم إن “الذي نلحظه أنه مع انصرام عهد الراشديين لم يحسن الحكام الرسميون – في الغالب – العمل للدعوة الإسلامية” وليس في هذا تهجم على الأمويين والعباسيين والعثمانيين، لأن طبائع المخاصمين للإسلام لايبرر سوء تصرفهم حيال الدعوة”، فالشيخ – رحمه الله – يقول عن نفسه “ومع ذلك فإني أؤثر التمسك بتعاليم ديني في أسلوب البلاغ وطريقة الدعوة ولن أسأم من الإطناب في الشرح والإفاضة في البيان والإحتيال على الوصول إلى القلب الإنساني من كل طريق ….. فالدعوة تسبق القتال، والدعوة ليست كلمة عابرة أو خدعة ظاهرة ثم تنشب الحروب، كلا، إنها بيان وإنتظار ومعاناة وأخذ ورد ونقاش شُبه وبحث قضايا وتقديم عون وقطع الأعذار أما الله والناس”

لقد أساء بنو أمية وبنو العباس والعثمانيون في حقل الدعوة والسبب “أشخاص الخلفاء أنفسهم، الطريقة التي جاءوا بها إلى منصب الخلافة! وسرعان ماتحوّل معظم نشاط أولئك الخلفاء إلى المحافظة على الحكم في ذراريهم وإلى مكافحة الفتوق التي يحدثها الناقمون والمعارضون” على خلاف الراشديين الذين كانوا “قوامين لله يحاربون المعصية ويزرعون الطاعات ويضربون المثل بذواتهم في العبادة الخالصة، والفارق كبير بين حكم يرى نفسه مسؤولا عن الدين وحمايته ونشر تعاليمه وبين حكم يتوسل بالدين لمدّ سلطانه ودعم أركانه” فمن المؤكد بعد ذلك أن ينجح الراشديون في إيصال رسالة الإسلام إلى العالم، وفشل من بعدهم – على الغالب – في ذلك، إلا أنه لاشك أن فيهم من أخلص لله سريرته وأسلم له وجهه وجاهد في سبيله مااستطاع”.

يزيد المؤلف هذه الفكرة وضوحاً وبياناً، فيقول “إن المسلمين في القرن الرابع، وفي ظل الخلافة العباسية المعتلّة المختلّة تحولوا إلى فرق تتقاتل على السلطة وتتنازع على الإمارة .. فلم تستفد الدعوة الإسلامية شيئاً يذكر خلال الحكم العباسي، بل إن سوء تطبيق تعاليم الإسلام نال من قدرتها على الإنطلاق البعيد” وعرض الكاتب بعد ذلك جملة من الأخطاء السياسية والشرعية والإجتماعية التي أنهكت جسد الأمة على مر العصور وكانت سراً من أسرار تأخر العرب والمسلمين.

يبقينا الشيخ الغزالي في الحكم السياسي وأخطائه ومانتج عنها حتى نهاية الثلث الأول من الكتاب لتعبّر هذه المساحة عن الأهمية الكبرى لهذا السبب في تأخرنا اليوم، والمحور الذي بين يدينا الأن حول ذات الفكرة بعنوان (قصور الحكم وأثره على الإضطراب العلمي) فيقول “كانت دولة الخلافة الراشدة بادية الحرص على سلامة المعرفة التي تصل إلى الجماهير … لكن الأمر تغير على نحو ما، بعد إنتهاء الخلافة الراشدة وإستيلاء خلفاء قاصرين على دفة الحكم، وليس يعنينا الآن التغير الطفيف الذي وقع في العهد الأموي ووجد للفور من يقوم بحق الله في إصلاحه وإنما يعنينا ماوقع في أيام الخلافة العباسية بعد أن استقرت الأمور، فقضية الترجمة التي نقلت إلى لغتنا العربية تراث أمم أخرى أهمها اليونان، لم يكن المسلمون فقراء إلى هذه المعارف المنقولة، فالمطلوب كان ترجمة الإسلام للناس في كل قطر لا أن يترجموا للمسلمين أفكار وخيالات الأمم الأخرى”

(قصور المنهج) خطر داهم كان له دوره في تأخرنا يقول عنه المؤلف، “نشأ عن ذلك أن ترى دارساً لعلم الكلام أو لعلم الفقه، متمكنا من قضايا العليمن المهمين، ولكنه لا يحسن إلا الجدل وتشقيق الفروع! أما استحضار الخشوع واستشعار جلال الله فإن نصبيه منهما قليل، ذلك لأنه لم يلق التربية النفسية القدر المكافئ لما نال من معارف أخرى ..” والأمثلة على ذلك كثيرة متعددة.

فعلى المؤمن الإعتناء “بالفقه والتفسير والحديث وعلوم الكلام والتصوف والأخلاق وأن ينتفع بتراث السلف والخلف” وأن يدرك أن الحقائق توجد هنا وهناك “فلا يلزم مدرسة واحدة ولا يرى لأحد عصمة. إن القراءات غير المتوازنة تخلق فكراً مشوشاً، وإن الإيغال في دراسة ما دون قاعدة مشتركة من علوم أخرى لا يعطي ثقافة سليمة”.

المحور التالي بعنوان (العلم المغشوش يهز الأمة ويخدم الإستعمار) حيث قال :

“الصحوة الإسلامية المعاصرة مهددة من أعداء كثيرين، والغريب أن أخطر خصومها نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية، وهو أبعد الناس عن السلف، إنها إدّعاء السلفية وليست السلفية الصحيحة!! إن حب السلف دين، وكرههم نفاق إنهم دعائم حضارتنا ومعالم رسالتنا من أجل ذلك يجب أن نحسن التأسي بهم وأن ندفع عنهم كل مايؤذي سمعتهم” وقد قلت يوماً لرجل موضوف بالسلفية إثر حادثة معينة (ص51) “إنكم تتربصون بالخطأ! لتأكلوا صاحبه، فإذا فاتكم شعرتم بالحزن، ليست هذه يا صاحبي خلائق المؤمنين! إنكم جمعتم من صفات العناد والتحدي والحقد وتلمس العيب للبرآء، وهذا كله مرفوض في ديننا … إنكم تهاجمون المذاهب الفقهية وتخدشون أقدار الأئمة، وتتركون إنقسامات عميقة بين الناس بإسم السلفية، والعلم الصحيح لا يأخذ هذا المنهج .. وتصوركم بأن الفقه المذهبي يستقى من نبع آخر غير الكتاب والسنة غير صحيح … إنكم ترون رأيكم هو الحق وحده ثم تشنون هجوماً على من خالفه بوصفه خارجاً عن السنة!! كأن السنة وقف عليكم أنت لا غير … فالإجتهاد المذهبي خطؤه وصوابه مأجور” ثم يقول “الرأي عندي أن المأساة خُلقية لا علمية و أولى لكم أن تتواضعوا لله وتصلحوا نيتكم معه وتتضامنوا لإخوانكم المؤمنين وتحسنوا الظن بهم .. والخلاف الفقهي لا حرج منه، أما الإثم ففي التعصب المذهبي الضيق” وأردف “هذا التفكير المريض المتحامل لا نتيجة له إلا تمزق الأمة المثخنة بالجراح والزعم بأنه سلفي لون من الدجل والجرأة”.

ثم ساق رحمه الله نقاشه مع بعض السلفية حول بعض القضايا والأمور، وأطال في مسألة (الطرق لحل الخلاف في قضية التأويل) ص56 ، وختم بقوله “والحق أني مع السلف الأول من صحابة رسول الله ومع دولة الخلافة الراشدة التي لم تفتح باباً لهذه البحوث! وأنظر إلى ابن تيمية والأشعري على أنهما سواء في الإيمان الصحيح والغيرة على الإسلام”.

ويقول في موضع آخر “ماذا يكسبه السلفيون من شتم الأشعري والرازي والغزالي والقرطبي وبقية علماء المسلمون طول عشرة قرون؟ أليس الأولى بهم أن يدركوا شؤم الخلاف ويجنبوا الأمة بلاءه الآن؟ وقد ألّفت كتابي (عقيدة المسلم) مؤثراً مذهب السلف لإقتناعي بعجز العقل البشري عن اكتناه الغيبيات بيد أني مافكرت في تأليف فرقة لشتم الأشعري وسائر الخلف”.

في محوره المعنون بــ(حد أدنى لثقافة المسلم) خط الشيخ الغزالي رحمه الله الخطوط التالية :

1- خشية الله : لأن ذلك من عناصر الإيمان الأولى فأين تكون التقوى إذا انتفى الخوف؟ وأين ينبت الضمير الصاحي؟ (هكذا يتسائل الشيخ).

2- رجاء الله : فلولا شعاع الرجاء لغاب القلب في الظلام وهذا الرجاء يومض من الإيمان بالغيب والثقة فيما عند الله، وقد تأملت قعود القاعدين واستسلام المقهورين فلم أر له علة إلا عدم الرجاء.

3 + 4 – الصبر والشكر : وهما ركنا الإيمان بعد أن يتحول من صورة ذهنية إلى واقع علمي، وأنا أعني الصبر الذي يحس صاحبه أن لله ما أخذ وله ما أعطى وأن حق العبودية التحمل دون تململ وضجر، وكذلك إذا طرقت النعماء بابه لم يطش بها لبه، وان ختبار الناس بالسراء أصعب من اختبارهم بالضراء.

5- توفير الأسباب : فالمؤمن يتعلق بما يملك من أسباب ويرى -بعد وفرتها لديه- أن كل شيء يدعو إلى الطمأنينة، وتوفير الأسباب مطلوب والغفلة عنها جريمة.

6- حب الله: وجمهور المسلمين يحسب هذا الحب صفة كمال أو درجة عليا لبعض العابدين! وهذا غلط شنيع فإن فقدان الحب فسوق ويغلب أن ينتهي إلى الكفر البواح، فالعواطف الفاترة والأنفاس الباردة لا تحمي حقاً ولاتصون شرفاً لا سيما إذا حشا الباطل جنوده بالأوهام ودفعهم ببأس شديد إلى اقتحام كل زحام.

7- ذكر الله : ان عصرنا هذا افقر العصور إلى معرفة هذا الركن وانه يكاد يهلك جفافا لنسيان الله وركضه وراء مآربه .. إن الناس في عصرنا لا يعرفون إلا أنفسهم ولذلك لا يذكرون غيرها، ذكر الله تجديد أو توكيد لمعرفته الأولى بعد الإيمان به.

8- التوبة : وهي خلق لا ينفك عنه مؤمن، ومعلوم أن الجمهور بإعتقاد أنه من لم يتب من ذنبه فأمره مفوض إلى ربه ما دام قد مات على التوحيد، الا إذا استباح حراماً أو جحد فريضة فهو بذلك ينسلخ من الإيمان.

إن أمتنا شغلت نفسها بفروع الفقه وصوره الجزئية أكثر مما شغلت نفسها بالتربية الأخلاقية وهذا خطأ فادح.

يتناول المؤلف (التخطيط الصحيح لبناء الأمة) بشيء من الإسهاب حيث يتحدث قائلاً “إن الله يوصي الجماعة الإسلامية أن تتعاون على البر والتقوى، وأن تتواصى بالحق وبالصبر، وكان المفروض في مجتمع حكيم متزن أن تفشو فيه الأجهزة” لتقوم بمهام المعروف بيد أنها تكونت تلقائيا في عصور متقطعة، وبقي الإسلام في وصاية الأفراد لأن الحكومات في واد آخر، فيتسائل الكاتب “كيف تتوطد الحكمة أو يعتدل الميزان في هذا الجو النكد؟ والتقاليد التي تمسك الأمة هي الأخرى تحتاج إلى عقل ناقد وضمير حارس”.

ويضيف “وقد رأيت الأخلاق والتقاليد عندنا تحيا وحدها، أو تبقى في ضمان أفراد طيبين! أي أن الأمر يخضع للمصادفات العارضة لا للسياسات المرسومة. وقد نتج عن ذلك أن صار الكثيرون يحيون بلا هدف، ويتجمعون ويتفرقون بلا رابط ولا وعي ولا انتماء … والتخطيط الصحيح لإعادة بناء الأمة (إقامة الميزان) الذي أنزله الله مع كتابه يحق الحق ويبطل الباطل ويحترم تقاليد الشرف ويرسي دعائم الأخلاق … وإنما تنتحر الأمم بتمردها على الوحي الإلهي ورفضها تعلم حكمته ونصب ميزانه”، “والإسلام طلب من أتباعه تجويد علوم الدنيا” ، وفي موضع أخرى يضيف “أما السبب المهم في التخلف الحضاري فهو شيوع التدين المزيف ووقوع الثقافة الدينية إجمالا بين طوائف من ذوي المعادن الرخصية أو العقول المعتلة”، “إن كل علم يطوي مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين، وفرائض العبادات العينية والكفائية. وهو أولى من نوافل العبادات ومسائل الخلاف التي برع فيها الفارغون واشتغل بها المتنطعون!!”.

في فصل آخر بعنوان (مرتبة أخرى من المعرفة الدينية) يقول الشيخ رحمه الله:

“المسلمون مكلفون بهداية الفكر والقلب والواقع الإنساني في كل موقع من دنيا الناس، وهل يستطيع ذلك جاهل بقضايا الفكر والقلب والواقع … إن عالمية الرسالة تكلف أمتنا كثيرا كثيرا”.

يتسائل المؤلف بعد ذلك عن “القوى التي اعترضت الإسلام أول ظهوره”؟، فالوثنية العربية تلاشت وأخمد الخلفاء الراشدون أنفاسها إلى الأبد، والمجوسية الفارسية مُزقت شر ممزق، وقضى المسملون على المستعمرات اليهودية داخل الجزيرة .. ولكن اليهود – وهم قلة ماكرة ماهرة – اسأنفوا حرب الظلام بعدما خسروا الحرب المكشوفة واستطاعوا بمؤامراتهم قتل الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي، واليهود أنفسهم عادوا اليوم بعد أربعة عشر قرناً يصيحون يالثارات خيبر ويتحدثون عن أرض الميعاد … فالسر سياسي لا ديني. يتطرق المؤلف بعد ذلك للحديث عن دور العلماء الذي غاب كثيرا وخلف تخلفاً عظيما في الأجيال المسلمية الأخيرة ويختم فصله هذا بقوله “وما صلح به أمر المسلمين أولا هو العلم الصحيح والحكم الراشد، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وقد نتج عن قصورنا العلمي ما مكّن الغزو الثقافي من مهاجمة عقائدنا وشرائعنا بطرق مختلفة”.

فصل جديد بعنوان (جيل يذهب ضحية العجز والغدر) يعالج الطرق المختلفة للغزو الثقافي الذي تعرضت له أمتنا .. فقد أمسك -رحمه الله- كتاب مدرسي مقرر على طلاب الثانوية العامة في دولة إسلامية عريقة وطالعه فإذا به مليء بالجراثيم الفكرية حيث يزعم المؤلف أن الإيمان بالآخرة تصدّع نتيجة إكتشافات علمية حديثة رغم انه لا صلة بها بموضوع الإيمان بالآخرة من عدمه فيناقش هذه الفكرة ويفصّّل فيها (ص 84) ،ويناقش أيضاً فكرة فيزيائية إلحادية معروفة وهي أن (المادة لا تفنى ولا تخلق من عدم إنما تتحول من شكل إلى شكل آخر من أشكال الطاقة) (ص 88) ويثبت غبائها، يخلص بعد ذلك بقوله “إن الظن بأن الإلحاد فرط معرفة أو زيادة ذكاء كما يتوهم المغفلون لا أساس له إن الإلحاد مرض نفسي” ، ويقول “إن قانون العلة يحكم أفكارنا كلها، فلماذا نرفض أن يقع شيء ما دون سبب أو دون فاعل؟! فإذا اتصل الأمر بخلق السموات والأرض جاء من يزعم أن هذا الوجود تم بلا فاعل ولا سبب ؟” ، وهو يأتي بالجواب غير بعيد فيقول على لسان الملحدين يخاطبون ربهم “ما دمت تختبرنا فسننكر وجودك؟!!”.

يتحدث – رحمه الله – بعد ذلك عن (مسؤولية المسلمين تجاه الإلحاد) فيقول “الواقع أننا – نحن المسلمين – المسؤولون الأوائل عن ظهور هذا الإلحاد في بلاده، وعن مصاب الإنسانية عامة به ثم عن اكتوائنا بناره بعد ذلك، فلولا تقاعسنا عن أداء رسالتنا الكبرى، ماكانت المعركة بين العلم والدين” ويضيف “أين خلفاء محمد، لا أقول ليخرجوا العالم من الظلام إلى النور، بل ليخرجوا أمتهم من الظلام إلى النور. إن الإلحاد يتحدى وله الحق، فقد خلا الجو له والعلم الديني والتطبيق الديني غير مؤهلين للنصر بما يحملان من جراثيم الضعف والعجز، إن المذاهب المادية تستغل أخطاء الفكر الديني في إحراز إنتصارات كبيرة وتستهوي الناس بما تقدم لهم من حلول سريعة لمشكلاتهم على حين يتصف المتدينون بالتعقيد وضعف الإحساس بمعاناة الناس،و القرآن الكريم يصف البشرية المصابة بهذا التدين وصفاً يجعلها أنزل رتبة من الذين لم يتدينوا أصلاً في سورة البقرة (213)، البغي وقسوة القلب وإيثار الشكل وتجاهل الأركان وغير ذلك من الأمراض النفسية هوّن من قيمة الدين وأثره ،ثم يسوق من أخطاء المتدينين أهمها، ويتسائل بعد ذلك “ألا يمهد هذا كله لإلحاد مدمر؟؟ بعد عشرين سنة من بدء الوحي حذّر الله الأمة الإسلامية أن تسري إليها أمراض أهل الكتاب فيعتل إيمانهم ومسلكهم كما اعتل إيمان اليهود والنصارى (الحديد16) وأمراض التدين المنحرف تتشابه على مر العصور جرثومتها الأولى جفاف الشعور وضيق التفكير وقسوة القلب والإنسلاخ العام من الفطرة والتعلق الشديد بالمراسم والصلف بمعرفة الحق والميل إلى سوء الظن ومعاملة المخطئين بجبروت. وتلك كلها آفات ينكرها الدين، ولا يعد أصحابها على شيء مهما بلغت عباداتهم، وقد ذكرنا كيف بدأ الإنحراف في تاريخنا بإنفصال الحكم عن العلم وحدوث جفوة بين العلماء والحكماء … إلا أن انفصالاً آخر وقع في ميدان العلم نفسه بين رجال الشريعة ورجال التربية إنتهى بجعل الأخلاق علماً نظرياً أو أدباً ثانوياً! وجعل العبادات و المعاملات عادات موروثة وتقاليد متبعة! … إن شباب الجيل المعاصر يعاني من فتنة مزدوجة، فالحضارة الحديثة تعرض عليه مذاهب براقة تخفي السم في الدسم! والمحسوبون على الإسلام يعرضون عليه أفكاراً ممجوجة، ويطلبون منه أن يستسلم إليها، لأنها من الله ورسوله، وهم كذبة!”.

ويقول “وقد ظهر ناس يتسمّون أهل الحديث لا يعلمون عن القرآن شيئاً، وبضاعتهم في فقه السنة مزجاة، فيهم شَبَهٌ من فكر الظاهرية ومزاج الخوارج وفيهم جمود يغطونه بدعوى الإتباع وفيهم جراءة على أئمة الفقه الكبار وفيهم اعتداد بأنفسهم وكأنهم المتكلمون باسم الله ورسوله، وفيهم سوء ظن بالآخرين واشتباه للنيل منهم والوقيعة فيهم.”

فصل جديد بعنوان (إنهم يتعصبون ضدنا .. فهل نتراخى؟!!) يتحدث فيه عن التعصب الأوروبي ضد العرب والمسلمين، والذي ازداد حدّة بعد أن اعتنق الروم النصرانية، ولم يغيروا طباعهم مع التعاليم الجديدة،إذ بقيت الأنياب الحادة فضحت طبيعة الوحش المختفي! وأيقن الناس أن الروم لم يتنصروا وإنما تروّمت النصرانية!

“إن الأوربيين إجمالاً يريدون الإستمرار في سياسة الإغتصاب، والإجتياح وأنهم ما آمنوا قط بحكاية (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر) بل على العكس لقد انطلقوا يلطمون الوجوه عن يمين ويسار، فمن غضب لنفسه قطع عنقه! باسم الله!

وتمضي المغالطة إلى آخر الشوط، فالرومان قاتلوا المسلمين في (مؤتة) ويستفزونهم إلى (تبوك)، أي يقاتلون العرب في أرضهم وفوق ترابهم ثم يقولون: الإسلام دين عنف، ونحن إنما ندافع عن حقنا!

عجيب أن ينسى المظلوم وأن يذكر الظالم! … اليهود الذين وثبوا على فلسطين يعلنون بغضائهم لمحمد وكتابه، ورفضهم لنبوته وأمته! … وفي سبيل هذه الغاية الرهيبة يشد الصليبيون أزر المعتدين … تُرى أتسكت الشيوعية الكارهة للإسلام وتقف بعيداً؟ كلا … وهكذا أقبلت أفواج الذئاب من كل ناحية لتعيث فسادا في قطيع لا راعي له، إن الإسلام يمر بأسوأ محنة عرضت له خلال تاريخه كله … انني أفهم حقد الملاحدة على الإسلام لأن الإسلام يشغل الناس بربهم ويجعل الحياة والممات له وأفهم أن يحقد عباد الأصنام والأبقار على الإسلام لأن أولئك لا تفكير لهم ولاضمير .. أما هذه الضغائن المتوارثة بين أهل الكتاب على الإسلام وأمته فداء عياء”.

“لا بأس يجب ان ندفع ضريبة التخلف والفرقة والضعف، وان فدح الثمن! والغيب لله، فما ندري أيكون الغد قصاصا لنا، أم امتدادا لمحنتنا؟؟”.

“إن المسملين كانوا ومازالوا أرق أهل الأرض، ولا يزالون كذلك مابقوا في كل صلاة يرددون العبارة النبيلة : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”.

” بيد أن العرب – قبل كل انسان – مسؤولون عما يقع الآن للإسلام من أحزان! إن تفرقهم الشائن أيام الحملة الصليبية هو الذي فتح الطريق إلى القدس وجعل الجثث أكواماً في البلد المخروب .. ومع أنني عربي إلا أني أشعر بالخجل للمواقف التي وقفها العرب من إخوانهم وسط آسيا وشرقها وجنوبها .. وأفغانستان … إن العرب أنانيون ولا يهتمون إلا بأنفسهم وقضاياهم، وتأخيرهم الأخوة الإسلامية عن الجنسية العربية سيجر عليهم العار والنار في الدنيا والآخرة”.

وينتقل – رحمه الله – بعد ذلك إلى الجانب الفلسطيني فهو يبدي قلقه على مستقبل فلسطين، يقول “مبعث قلقي أني رأيت الشعور الديني عند اليهود يقوى وعند قومي يخف، وأن يوم السبت يزداد قداسة على حين تتهاوى شعائر الإسلام في أقطار شتى، وأن القوم يتحدثون عن حدودهم التوراتية ونحن لا نعرف شيئاً عن آفاقنا القرآنية ! وأن اليهودي يلبس قلنسوة صلاته في أي عاصمة، ويمضي في شموخ إلى معبده، بينما يتخفف أكثرنا عبء الصلاة المكتوبة، وان التراث عندهم أصالة وعندنا رجعية! اسرائيل عندهم دين، وفلسطين عندنا عروبة! ومعركة تدور على هذه الأسس تثير الفزع في ضمير المسلم ..”.

“ولعل أول ما كسبه العرب من تجاهل الإسلام هذا التفرق الشائن الذي سر اعدائهم وأرخص مكانتهم العالمية، ان الإسلام الضمان الوحيد للوجود العربي في هذه الدنيا …. وليس أمام العرب إلا توبة سياسية وإجتماعية”.

(أحوال اليوم وآمال الغد) :

“مع اضمحلال الدولة الإسلامية خلال القرون الأخيرة انفرد التبشير الصليبي بقارة افريقيا ورسم سياسة دقيقة للاستحواذ عليها .. ولكن الأمور جرت على نحو آخر فإن قرى كاملة وقبائل بأسرها أخذت تعتنق الإسلام وتهجر وثنيتها الأولى .. ان بقاء الإسلام ونماءه في بقاع كثيرة لا يعودان إلى نشاط الأتباع ويقظتهم بل يرجع ذلك إلى سلامة عقائده ويسر تعالميه وتلاقيه مع فطرة الله في الأنفس والآفاق”.

“إن مستقبل الإسلام رهين – بعد مشيئة الله – بجهود آبنائه لا بإرادة أعدائه، على جبهتهم وحدها يكون الفصل في هذا النزاع الطويل وتتحدد وجهة الإنسانية …. وسبب هزيمة المسلمون الخلل في صفوفهم”.

“ويبدو أن العرب يقترفون ذات الأخطاء في هذه الأيام، يذكرون قوميتهم وينسون عقيدتهم وستجعلهم الأقدار أحاديث إن لم يسرعوا بالمتاب.. ثم ما هذه الجهالة الفاحشة بشؤون الكون والحياة؟ وكيف تخدمون دينكم وأنتم صرعى تخلّف علمي مذهل؟؟” (موجهاً حديثه إلى العرب).

“ويبدأ ذلك كله بإحترام الكلمة، وإحاطتها بنطاق من الجد والصراحة وفي الحديث الشريف (إذا حدثك الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) وأيضاً (المجالس بالأمانة)”

ثم يلفت النظر إلى المؤمن الأنموذج فهو صالح مصلح … راشد مرشد.

ويختتم الكتاب بفصل عنوانه (الوحدة الإسلامية طريق طويل لكنه ضرورة حياة) :

ينبهنا الكاتب إبتداءا إلى أننا لن “نستعيد مكانتنا ونصون رسالتنا إلا إذا صححنا إنتماءنا وأصغينا إلى قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) … إن العمل للوحدة الإسلامية شرف باذخ ومجد شامخ ويجب على العرب قبل غيرهم من الأجناس التي تكّون الأمة الإسلامية الكبرى أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يربطوا ولاءهم بدينهم لا بجنسيتهم وأن يستضيئوا في نهضتهم بشرائع الإسلام وشعائره لا بالفضلات التي يلتقطونها من موائد الغرب أو الشرق”.

“غير أن هذا التصحبح لا يجوز أن يكون إثارة عاطفية عشواء، بل ينبغي أن ندرس بأناة الأسباب التي جعلتنا في العالم الثالث أو الرابع بعد أن كنا وحدنا العالم الأول دهراً طويلاً .. إنها أسباب كثيرة ثقافية واجتماعية وسياسية وسأتناول هنا الجانب الثقافي لأن البعض يغفل عن خطورته ورأيي أن الثقافة التي آلت إلينا في القرون الاخيرة كانت ضحلة آسنة لا في مجال المعرفة الدينية وحدها بل في مجال الأداء الادبي كذلك وأن هذه الثقافة كانت أعجز من أن تصنع أمة تنهض برسالتها وتخدم كتاب ربها وسنة نبيها … إن العلم بالدين كله لا يتم عن طريق تجارة التجزئة وإن الصورة الكاملة للإسلام إنما تتم على النحو السلفي الأول وإن العقل الإسلامي المعاصر يجب أن يرتفع إلى مستوى الشمول في القرآن الكريم حتى يستطيع إعادة بناء الأمة الواحدة التي لا تحد رقعتها على سطح الأرض خطوط الطول والعرض”.

“إن الإنتماء الإسلامي وحده أمسى رجعية عند بعض الساسة! ذلك على حين يتحرك الإعلام العالمي كله إذا أحرج يهودي في روسيا، ويشتد الهياج لإهدار حقوق الإنسان”

ثم يلفت الشيخ النظر إلى ضرورة الإضافات والإجتهادات الجديدة للفقه الإسلامي.

ويختم كتابه بقوله “إن الناس من حولنا يتجمعون على عقائدهم ويتنادون بشعاراتها ، وإذا سمحنا لأسباب الفرقة ان تنال منا فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون”.

تم التلخيص ‏بحمد الله. 9/8/1430


comments powered by Disqus