ما نريد أن نراه في المرحلة الإنتقالية

2024-12-24

الآن وقد سقط نظام الأسد ما الذي ينبغي أن نراه ونعمل لأجله لبناء الدولة السورية الجديدة:

  • على الصعيد الفردي، ينبغي أن نفكّر ونتحدّث بصوتٍ مرتفع وفي كل المنابر المتاحة عن ما نريده كسوريون في المرحلة الإنتقالية وما نريده لمستقبل سوريا. إرث الخوف من التعبير عن النفس والحديث في الشأن العام ينبغي أن يسقط مع سقوط الأسد. لكلٍّ منّا أفكاره ورؤاه، لا يُشترط أن تكون هذه الأفكار مكتملة وناضجة حتى نشارك بها، بل هي تنضج من خلال المشاركة والنقاش في الفضاءات المفتوحة. أيضًا، هذه مناسبة لنذكّر بعضنا أنه ما من أسباب بعد اليوم للتخفي وراء الأسماء المستعارة، والتردّد قبل الإنضمام إلى أي مجموعة أو التعبير عن رأيٍ ما. بقدر ما نستطيع أن نشغل الفضاء العام بحرية، بقدر ما ننجح بترسيخ الحرية كقيمة تأسيسية لسوريا القادمة.
  • نظرًا لإسقاطها نظام الأسد ودخولها قصر الشعب، أي بالنظر إلى أنها اليوم قوّة أمرٍ واقع، ينبغي على هيئة تحرير الشام الدعوة إلى مؤتمر وطني، يشمل كافة مكونات الشعب السوري، ومن جميع التيارات السياسية، وكذلك دعوة رجال الدولة الوطنيين الذين لديهم خبرة وممارسة مهمة في الشأن السوري. يُعهد إلى هذا المؤتمر تشكيل هيئة حكم انتقالية، والتي تعمل بدورها على عدد من الملفات أهمها إعلان دستوري مؤقت، تشكيل لجنة لكتابة دستور جديد، تشكيل لجنة للعدالة الانتقالية، إعادة بناء مؤسسات الدولة كالأمن والجيش، وغيرها من الاستحقاقات الأساسية.
  • حكومة تسيير الأعمال الحالية لا تهمني، نحن ننتظر الحكومة الإنتقالية التي سيُعلن عنها في آذار المقبل، والتي من الأفضل أن يشكلها المؤتمر الوطني القادم، أو أن تجري بالتشاور مع قطاعات سياسية واجتماعية أوسع. وبكل الأحوال، فإن أعمال الوزارات ينبغي أن يراعي الكفاءة والنزاهة في هذه الفترة بالدرجة الأولى، التمثيل السياسي فيها قد لا يكون بذات القدر من الأهمية.
  • الاستحقاقات التي نحن بصددها كسوريين ضخمة، ولا ينبغي الاستعجال. استمرار المرحلة الانتقالية لعامين أو ثلاثة أو حتى خمسة سيكون أفضل. الناس اليوم تريد تأمين احتياجاتها الأساسية. أضف أنه لا يوجد لدينا أحزاب سياسية في سوريا، إذا أجرينا انتخابات خلال عامٍ مثلًا، فإن الناس سوف تصطف دينيا أو مذهبيا أو عشائريًا. ما نحتاج إليه هو مناخ يسود فيه الأمن، تتوفر فيه الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ومواصلات إلخ، وأن يعطى الناس فرصة لتشكيل أحزاب سياسية، وأن تعطى هذه الأحزاب فرصة للدعاية لنفسها، نحتاج أن نرى عملية العدالة الإنتقالية تبدأ، هذا كله يحتاج وقت لخلق الحد الأدنى من ظروف التنافس والإنتخاب السياسي.
  • العدالة الإنتقالية لا تعني فقط القصاص من الجناة على أهميته القصوى، بل يتيح المسار القضائي للجناة والضحايا فرصة للحديث، كشف الحقيقة هو جزء مما يستحقه الضحايا وذويهم، وفهم بنية النظام السابق وكيف كان يعمل وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه سيساعدنا كسوريين في فهم الإرث الذي نحمله، وكيفية التعافي منه، وكيفية تجنب أخطاء الماضي. العدالة الإنتقالية تُعرّف ذوات الضحايا باعتبارهم كذلك، وتسمح لهم بالحصول على التعويض المادي والمعنوي.
  • الخطوات التي اتخذتها الهيئة عمومًا خلال الفترة القصيرة الماضية كانت جيدة، ولديها تحدٍ كبير في ترسيخ شرعيتها داخل البلاد من خلال الخطوات السابقة، وكذلك الحصول على الاعتراف الدولي، والتعامل مع القوى الإقليمية التي لن يروق لها أن يُكتب النجاح لولادة جمهورية ديمقراطية حديثة في سوريا.
comments powered by Disqus