ستيف تشاندلر .. يعطيك الأسس لبناء فلسفتك الخاصة في تحفيز نفسك
2009-06-16
إلى اليوم فنحن (في عالمنا العربي) لا ندرك (إلا من رحم ربي) أن القراءة ليس ترفاً فكرياً، أو شيئاً يخص “النخب”، القراءة هي السبيل الوحيد لنهوض الفرد وبالتالي نهوض المجتمع.
ووعياً من مجتمع المدونات السورية تم إطلاق مشروع حارة القرّاء، كخطوة نحو الأمام لنشر ثقافة القراءة في المجتمع السوري.
أحببت أن أبدأ بتلك الكلمات لأن هذه هي مشاركتي الأولى معهم …
هل تفيد حقاً كتب ودورات تطوير الذات؟ أم أن هؤلاء المدربين ما هم إلا تجار يستغلون حاجة الفرد وحلمه بالتطور والتفوق لتحقيق مكاسبهم المادية ومطمعهم بالشهرة؟ .. هذه إشكالية قد تعيق البعض عن البدء بالقراءة في مجال تطوير الذات وقد كتبت مؤخراً تدوينة حول ذلك.
ما يميز الكتّاب الذي بين يدينا اليوم (مئة طريقة لتحفيز نفسك) هو غناه المعرفي، فبعد قرائتي الثانية للكتاب (حيث كنت قد قرأته منذ ما يقارب العام) تكشّفت لي العديد من المعاني التي لم ألحظها في القراءة الأولى له، واستنبطت منه أفكاراً وطرقاً جديداً لم ترد فيه بشكل واضح، لكنها أتت من الربط بين طرقه المختلفة ..
أعتقد بأن الكتاب سيحوز على إعجاب الجميع، لأنه سيحقق لقراءه أثراً تحفيزياً جيداً في حياتهم، وليس ذلك لشيء إلا لغناه كما قلت، فقد تحفزك طريقة بمقدار هائل، وقد تبدو لك أخرى باهتة لا قيمة لها( بينما قد يحدث عكس ذلك تماماً معي!) .. لكن بالمجموع وبعد قرائتك لطرق التحفيز وتجريبك إياها، ومعرفتك مالذي يجدي معك ومالذي لا يحقق أثرأ يذكر .. أقول لك .. بعد ذلك يمكنك البدء في وضع فلسفتك الخاصة في تحفيز نفسك، والتي ستضم الأفكار التي استطاعت أن تبعث فيك حماسا وتمدك بالقوة المعنوية التي تحتاجها مشفعةً بتعقليك واضافاتك وتجاربك في تطبيق هذه الطرق .. (وسأشرع إن شاء الله قريباً في وضع فلسفتي الخاصة في تحفيز نفسي مستمدة من كتاب ستيف، ماذا عنك؟)
هناك أمرٌ مهم آخر، فأثناء قرائتك للكتاب قد تشعر بأن فكرة ما لا تعنيك مطلقاً، فهو يتحدث (مثلاً) عن لاعبي البيسبول والتدريب وما إلى هناك … فكّر أثناء القراءة وبإستمرار : كيف ومتى وأين يمكنني تطبيق هذه الفكرة؟ فقد تتبدى لك أفكار عديدة من جراء هذا التفكير، وإذا مررت بعبارة وتوقفت عندها فاجعلها كأغنية ورددها طوال النهار وفكّر بها …
ستيف في كتابه هذا لم يبدي إرتياحاً لما يعرف بالمؤكدات الإيجابية( أنا واثق من نفسي، أنا شجاع ..) وقال بأن المهارة التي تعود بنفع أعمق على صاحبها هي مهارة (تسجيل الأحداث الماضية على مذكرة) فإذا ما كنت تعاني من شعور ضعف الإنجاز (مثلا)، فبدلا من أن تكرر (أنا رجل إنجاز عظيم) قم بتسجيل الاعمال التي تقوم بإنجازها بشكل كامل في كل يوم على دفتر صغير، وارجع الى هذا الدفتر وقم بقرائته بين الحين والآخر ليمدك بشعور قوي بأنك حقاً رجل إنجاز.
أيضا مهارة (الحوار)، تقوم مقام المؤكدات الإيجابية، إجلس مع نفسك وحاورها ، وقم بعرض حججك وبراهينك التي تثبت صحة فكرتك.
عش كما لو كنت ستموت في أية لحظة، فقد يكون الموت أكثر إثارة من الحياة، فإذا لم تكن واعياً بالموت فإنك لن تدرك تماماً هبة الحياة، إننا نخطط بإستمرار لفعل أشيءا عظيمة في يوم ما ظنّا منا بأن مبارة الحياة لا نهاية لها، إن القدرة على أن نتخيل بوضوح ساعاتنا الأخيرة على فراش الموت هي الخطوة الأولى نحو التحفيز الذاتي الجريء.
# معظمنا ليس لديه القدرة على رؤية حقيقة ما يمكن أن يكون فإذا كان من الصعب أن تتخيل الامكانيات الموجودة لديك، فقد يسهل عليك أن تبدأ في التعبير عن هذه الإمكانيات على أنها كذبة، فكّر كيف تريد أن تكون ولن يعرف عقلك الباطن أنك تتخيل فسرعان ما سيبدأ في خلق الخطة الضرورية لزيادة إنجازاتك.
معظمنا لا يركز أبداً فدائما ما نشعر بنوع من الفوضى النفسية وذلك لأننا نحاول التفكير في عدة أشياء بوقت واحد .. عندما تركز على ما تريده فإنه سوف يتحقق.
إن كل مشاكل الإنسان تنبع من عدم قدرته على الجلوس بمفرده في حجرة يكتنفها الهدوء لفترة من الزمن، في هذه الجلسات ستأتيك ومضات من التحفيز وستدفق عليك بعض الأفكار التي تحتاجها بحق.
#لن تستطيع أن تفعل شيء لا تتخيل نفسك تفعله.
يندهش معظم الناس حينما يعرفون أن السبب في عدم تحقيقهم ما يريدون في الحياة هو أن أهدافهم تكون صغيرة ومبهمة للغاية ولذلك فإنها لا تتمتع بأية قوة، الهدف القوي هو الذي يتحدد له موعد نهائي ويكون كبيرا وواقعيا بالقدر الكافي.
أياً كان نوع المشكلة فإن أكثر التدريبات تحفيزاً للذات هي أن تقول لنفسك “أنا المشكلة”. توقف عن لوم الآخرين واكتشف ما يمكنك فعله بعد ذلك، اعلم أن قصورا في شخصيتك أوصلك إلى هذه المشكلة.
إختر أبطالك وقدواتك من العظماء، كي تستخدمهم كحافز ولكي تفهم التحفيز الذاتي، فالأبطال إما أن نحسدهم أو نقلدهم، إقرأ سير قدواتك.
اضحك حتى تشعر بالسعادة، غني حتى تشعر بالسعادة، فنحن لا نضحك ونغني لأننا سعداء بل نضحك ونغني لنكون سعداء.
ما هو أكثر شيء يجعلك راغبا ومتحفزا لعمل ما؟
هو أن تبدأ بهذا العمل لمدة ربع ساعة ثم ستجد نفسك وقد انسبت داخله.
# هناك طريقة واحدة سحرية لتجلب بها الحظ إلى نفسك، أسدي معروفاً الى الآخرين وحبذا لو لم يعرفوا حتى من تكون. يقول ستيف هنا “وليس لدي أساس علمي لهذا”. ولكني أذكّر بالحديث الشريف “الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”.
عبارة واحدة لو وضعت بشكل بارز في المنزل أو المكتب يمكن ان يكون لها اثر كبير على حياتك.
# كل سؤال نسأله لأنفسنا كثيرا بما فيه الكفاية سوف يثمر في النهاية عن الإجابة الصحيحة والمشكلة هي أننا نتوقف عن طرح السؤال.
عندما نقوم بمقاومة إغراء ما فإننا نكتسب قوة هذا الإغراء.(يقصد روح الممانعة)
# التحفيز الذاتي هو حجم التحكم الذي تمارسه على إطارك العقلي.إننا نتحول إلى ما نفكّر فيه طوال اليوم.
بالتأكيد لا غنى عن قراءة الكتاب، فهو حقا ممتع ومفيد.