السر .. السرطان

2011-09-08

اكتشف مؤخرًا والد أعز أصدقائي بإصابته بمرض السرطان في الكبد، الأمر بدأ عندما بات يشعر بالغثيان ويتقيأ، بالتصوير تم اكتشاف كتلة غريبة، وبعمل جراحي وأخذ عينة من هذا الورم، تبين أنه مصاب بمرض السرطان.
يعتبر مرض السرطان مرضًا خبيثًا، لإختفاء أعراضه فترة طويلة من الزمن، يكون خلالها قد استحكم انتشاره وصار القضاء عليه صعبًا، رغم ذلك فبالكشف المبكر عن المرض يمكن علاجه بسهولة كبيرة نسبيًا.
السرطان هو تضخم غير طبيعي لخلايا سليمة في الجسم، وقدرة هذه الخلايا المتضخمة على غزو أنسجة مجاورة وتدميرها أو حتى الإنتقال إلى أنسجة بعيدة. وهو يستطيع أن يصيب الإنسان في جميع المراحل العمرية، لكن تزيد مخاطر الإصابة به مع التقدم بالعمر.
المشكلة في هذا المرض : اختباؤه في الجسم حتى يستفحل أمره، وصعوبة علاجه عندئذٍ. (يبقى مرضًا سريًا فترة طويلة)
يتم علاج المرض حاليًا بالعلاج الكمياوي وهو عبارة عن مواد كيمائية سامة تعمل على استهداف الخلايا سريعة الانقسام وتسميمها (سواءا أكانت خلايا سرطانية أو سليمة) وهذا ما يسبب ضعف في الجسم وتساقط الشعر، لكن مع ذلك تستطيع الخلايا السلمية إصلاح أي عطب فيها يحصل نتيجة الجرعة الكيميائية في غضون أسبوع (سبحان الله) ..
وهناك أيضًا العلاج الجراحي، الذي يستهدف استئصال الكتلة السرطانية وهذا يفيد فقط في المراحل المبكرة، لكن فيما بعد فإن خلية سرطانية واحدة تكفي لإعادة المرض.
العلاج الإشعاعي، وذلك عن طريق تعريض الجسم لأشعة إكس، وميزته أنه يسلط فقط على المنطقة المصابة، وهو يعمل على تدمير المادة الوراثية في الخلايا – السرطانية والسليمة على حد سواء، لكن معظم الخلايا السلمية يمكنها ان تتعافى بعد ذلك (سبحان الله) ..
وهناك أنواع أخرى من العلاج، كالعلاج المناعي الذي يعتمد على تحفيز جهاز المناعة لدى جسم المريض للقضاء على الخلايا السرطانية، والعلاج البديل (بالأعشاب أو الإبر الصينية وماشابه ذلك) إلا أنه لم يلق اعترافًا رسميًا طبيًا بجدواه ..

لذا فهناك مشكلة أخرى في علاج هذا المرض وهي التأثير على الخلايا السلمية وكل ما ينتج عن ذلك من حالة صحية ونفسية سيئة لدى المريض تشعره بعدم جدوى العلاج ..
** وأريد هنا أن أركز على نقطتين في غاية الاهمية :**

النقطة الاولى : الوقاية من المرض، وذلك بالإبتعاد عن مسبباته بشكل خاص، وبتبني نمط حياة صحي بشكل عام ..
ومن أهم مسببات مرض السرطان : التدخين (يسبب 30% من الوفيات)، نوع الغذاء (يعتقد أن هناك علاقة بين زيادة كمية تناول الدهون واللحوم الحمراء والمواد الدسمة وبين أنواع من السرطان، وهذا الامر مسؤول عن 30% من نسب وفيات السرطان)، العلاقات الجنسية (7%)، الخمور (3%)، والتلوث (1% – معقول فقط).

النقطة الثانية : هي الكشف المبكر والذي قد يرفع نسبة الشفاء إلى 100% ، وهذا يصبح أكثر أهمية مع التقدم في السن، ومراكز الكشف المبكر مجانية عند الدولة.

في الحياة الصحية **أريد أن أسوق لكم بعض النصائح،**والتي تعتبر الأهم لمن يبحث عن حياة صحية وجسم معافى، ساقها أنطوني روينتز في كتابه قدرات غير محدودة وهي خلاصة سنوات طويلة في البحث والقراءة والتجريب !

التنفس العميق : فهذا لن يزيد كمية الأوكسجين التي تغذي العقل وخلايا الجسم فحسب، بل هو المتحكم في تدفق السائل الليمفاوي الذي يحتوي على الكريات البيضاء عصب جهاز المناعة .. التنفس العميق يزيد من فعالية الجهاز الليمفاوي. وإذا لم تكن تريد تطبيق سوى نصيحة واحدة من هذه النصائح فلتكن هذه!

التركيز على الخضروات والفواكه والاطعمة الغنية بالمياه، حيث تساعد المياه على تنظيف الجسم. ويعتقد أن لها أثرًا إيجابيًا في الوقاية من السرطان.

تجنب السمنة والتحكم بكمية الطعام التي يتم تناولها، ( في احدة الدراسات يعتقد أن الاتجاه نحو النحافة يقلل من احتمالية الاصابة بمرض السرطان).

تقليل تناول المواد الدسمة : أهلا بكم في عالم البروتين الرائع .. هل يصدمكم أن تعرفوا بأن أقوى حيوانات الغابة هي حيوانات عاشبة (كالفيل والغوريلا ووحيد القرن) .. لا يوجد كذبة أكبر من أن البشر يحتاجون إلى غذاء به نسبة بروتين عالية لكي يظلوا موفوري الصحة والعافية ..
متى تعتقد بأن الناس يكونون بأمس الحاجة للبروتين؟ انهم الرضّع، فترة النمو الاساسية في حياة الإنسان، ولقد منحهم الله غذاء يفي بكل حاجاتهم، وهو حليب الأم، خمّنوا كم هي نسبة البروتين في حليب الام؟ خمسون بالمئة ؟ أم خمسة وعشرون بالمئة ؟
في الواقع ان البروتين يشكل 2.32% من لبن الأم .. إنها مفاجأة الموسم … وتقل هذه النسبة إلى 1.6% بعد ستة أشهر من الإرضاع … يؤكد الدكتور مارك هيجستيد، أستاذ التغذية في هارفارد سابقًا : أن معظم البشر يتكيفون مع أي كمية بروتين تتوافر لهم ..
هل تعرف مالذي يجمع بين فيثاغورث وسقراط وأفلاطون وأرسطو ودافنشي ونيوتن وفولتير وبرناردشو وفرانكلين واديسون وغاندي … لقد كانوا كلهم** نباتيين** .. يا الهي
هل علينا إذا أن نصبح نباتيين ؟ لا ادري، لكنني متأكد بأنه يتوجب علينا الإقلال من المواد الدسمة والدهون واللحوم الحمراء …

واﻵن ماذا ؟
عندما تبصر كيف يسبب السرطان معاناة نفسية – لا أقول للمريض فقط بل لأهله وأقاربه واصدقاءه – وكيف يكون الطب عاجزًا عن تقديم دواء حقيقي له .. ندرك أهمية أن نعتني بأنفسنا وأن ننشر التوعية والتثقيف حول المرض ومسبباته والكشف المبكر عنه وتبني حياة صحية ..

دعواتكم لوالد صديقي بشير ..


comments powered by Disqus