رحيل القمر
2013-07-22
- منتصف شهر قمريّ جديد، وموعد لتدوينة قمريّة تتزامن مع شهر رمضان، تبعًا لتقويم أمّ القرى فإن اليوم هو الرابع عشر من رمضان، بينما هو اليوم الثالث عشر في الصيام! وشكل القمر يوضّح اكتماله منذ البارحة على ما رأيت، بكلّ الأحوال لا مشكلة كبيرة في ذلك.
- أكتب هذه التدوينة على أنغام معزوفة «رحيل القمر» لعازف العود العراقيّ نصير شمّة، تعرفت على نصير منذ عامين تقريبًا، قبلها بقليل كنت قد بدأت بتعلّم تذوق الموسيقى الكلاسيكيّة، والشرقيّة، بمساعدة صديقي بشير، لم أتوقع أنني سأنتشي يومًا بالسماع لأمّ كلثوم مثلًا، لتقاطيع العود، أو لأنين الناي، كنت أنظر بشيء من الاستخفاف والقدامة لهذا النمط الموسيقيّ، الذي يشكّل اليوم حبًا وجدانيًا يلامس قلبيّ.
أظنّ أن هدايتي للموسيقى الشرقيّة والكلاسيكيّة بمساعدة صديقي بشير واحدة من أروع الهدايات التي منيت بها، شكرًا بشير 🙂
نُصير – بالمناسبة – واحد من رجال العراق الذين أحبهم، بدر شاكر السياب (مطر مطر مطر)، عليّ الوردي (وعاظ السلاطين)، أحمد العمري (البوصلة القرآنيّة). - خدمة الله والتقرّب منه ومحبته، لا تكون إلا بخدمة الخلق والتقرّب منهم ومحبتهم، فالعلاقة مع الله لا تظهر إلا في العلاقة مع الناس.
في الحديث القدسيّ، يقول تعالى يا عبدي مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده. ويسير الحديث مع الجوع، ومع السقاية، كأمثلة أخرى تفتح الباب أمام كلّ أشكال الرعايّة الإنسانيّة.
وفي الأحاديث: من لم يشكر الناس، لم يشكر الله.
أسّ المتصوفة القديم كان: انشغل بالخلق عن الحقّ، لا أدري متى انقلب، لكنّ إنقلابه كان مريرًا، مع مقولاتٍ تبنوها لاحقًا، مثل قصيدة الحمدانيّ:
فليتــك تحـلو والحياة مريـرة **** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر**** وبينـي وبين العالمين خـراب
كيف بات الجمع ممكنًا بين غضب الأنام ورضى الرحمن؟! وبين عمران علاقتنا مع الله، وخراب علاقتنا مع الناس؟! - لا معنى للإيمان بالله بدون الإيمان بالإنسان، لا ننسَ أنّ آية «قتل الإنسان ما أكفره» جاءت تعقيبًا على قوله «عبس وتوّلى أن جاءه الأعمى» رغم أن اللوم وحده في هذه القصّة كفيلٌ بإيصال المعنى.
وهكذا معظم القصص المكيّة، تدور حول «الإنسان» والكفر به، إذ الكفر بالإنسان هو الديانة السائدة، آنذاك، واليوم أيضًا.
ومن ذلك قصّة أصحاب البستان، التي يرجّح أنها أول ما نزل من قصص القرآن (بكلّ الأحوال ستكون من الأوائل المبكّرة)، والتي تتحدث عن المنعمين الذين كان ذنبهم «أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين».
ماذا فقد من وجد إنسانيّته، وماذا كسب من خسرها. - لذا فإنّ روبن هود (على سبيل المثال) كان أكثر قربًا لله من الألوف المؤلفة التي تلهج ألسنتها في الدعوة والإرشاد والوعظ، فضلا عن التسبيح والتهليل في إنفصامٍ مريع عن الواقع.
روبن هود كان يسرق من الأغنياء لإطعام الفقراء، بينما مشايخنا واحد من ثلاثة: مؤيد للظلم، ساكت عن الظلم، ضد الظلم، لكن هذا الأخير آثر السلامة خراج البلاد كي يقدر أنّ يعلم الناس دروس الفقه، والتوكّل على الله. - انتهيتُ مؤخرًا من قراءة المنتوج الفكريّ للمؤلف عبد الرزاق الجبران، وهي حقيقةً مجموعة قيّمة من الكتب فتحت ذهني على الكثير من الحقائق البسيطة جدًا والعميقة للغاية، حول إنسانيّة الدين، ووجوديّة النبيّ، أتجه الآن لقراءة شيء من الأدب الإنسانيّ الروحانيّ، بنصيحة من حنين، ككتب ميخائيل نعيمة. بكلّ الأحوال لا يمكنني التوقف عن إلتهام الكتب الفكريّة، فبين يديّ كتاب (الإسلام والإيمان، منظومة القيم) لمحمد شحرور.
- هذا الموقع جميل، يحوي على مجموعة رائقة وبسيطة من التصاميم Themes لمدوّنات تمبلر، لتركيب أيّ قالب يعجبك على مدونتك، فقط إضغط على زر Install الخاص بالثيم.
- أمور يجب أن يعرفها كل مصمم وب.
- صور بلا روح، الاستهلاك يُفقد القيمة، مقال جميل عن عصر إستهلاك الصورة.
- أيها الإنسان إعرف نفسك.
- توزيعة الجرو المدهشة.
- مجموعة من الكتب التجديديّة والنقديّة في التراث الإسلامي.
- أعجبتني ردّة فعل هذا الشيخ التونسيّ في مقلب للكاميرا الخفيّة: المحافظة على الإتزان، ومساعدة الآخرين، والتضرع لله: لا باس، لا باس، لا تخافوا.