قصّة قصيرة: الطفل والشيخ الكبير
2013-06-10
كبّروا.. ثم أطلقوا نيرانهم على جسده الطريّ..
كان يفترض أن يأتي مَلَكٌ يصطحب روحه في رحلتها نحو السماء.. لكنّ ذلك لم يحدث هذه المرّة – دومًا هناك استثناءات
وقفت روح ذلك الشاب الصغير، وإذ برجل أبيض الوجه والشعر ينظر إليه مبتسمًا..
كانت روحه لا تزال هلعة من هول ذلك الموقف، لكنه مع منظر ذلك الرجل النقيّ بدأ يهدأ..
سار الرجل إليه بخطوات هادئة، ثمّ مدّ كفّه الواسعة نحو الطفل..
تردّد الطفل قليلًا .. “البابا قلي إذا حدى مد إيدو ليصافحك صافحوا متل الرجال” فكّر بعض الشيء، ثم مدّ يده ليصافح الرجل
راحة غريبة شعر بها الطفل … “بس الماما قالتلي لا تسلّم على الغربا” تذكّر من فوره، فحسب يده سريعًا.. وأعرض عن الرجل بوجهه..
- “شو اسمك حبيبي” سأل الرجل
- “محمد” أجاب بلكنة مقتضبة
- “اسمك متل اسمي” أردف الرجل
- وانت اسمك محمد عمو؟
- اي
- من وين انت حبيبي
- أنا من حلب، بتعرفها عمو، شلون بدي ارجع لهنيك عمو، دلني الله يخليك
- حلب بعرفها منيح
- عنجد بتعرفها عمو؟
- اي لكان، مو هي شمال سورية؟
- اي، خدني عمو لهنيك حباب، الله يوفقك
- عندي كتير رفقة بحلب، وبسورية كمان، من سنتين كل رفقاتي سوريين، شو جابك لهون حبيبي؟
- ما بعرف هدول المسلحين زتوني هون، قلتلون ما بدي ادينكم، لو بيجي محمد ما بدي ادينكم
- ليش يا محمد، خطي، بركي ما معون
- عم جمع حق بسكليتة صرلي اربع اشهر، والله ناطف قلبي على ما العب متل ولاد الحارة، بعدين معون كتير مصاري هدول
- ليش ما عم تلعب يا محمد؟
- لا، ما خلولنا العاب
- بدك ألعاب كتيرة؟
- ياريت يا عمو، عندك ألعاب؟
- بدي اخدك على جنينة كبيرة كتير، كلها العاب
- عنجد عمو، شو اسمها،….. وين بحلب؟
- اسمها حديقة ابراهيم، لا حبيبي مو بحلب، هون أقربلنا
- وبترجعني على حلب عمو؟
- يلا حبيبي على بين ما نلعب مع بقية الاطفال بكونوا هني وصلوا لعنا
- يعني ما رح يطولو؟
- لا حبيبي، مارح تحس بالوقت، هلا ما بتلاقيون غير اجو
- عمو أنا حبيتك، خليني ضمك
تعانق الطفل والشيخ الكبير
- عمو بس لنرجع على حلب، بدي اياك تجي لعنا على القهوة كل يوم، بس وينك مارح خليك تدفع، كل يوم بدك تطلب على حسابي، بحبك انا عمو، بحبك كتييييييير
:'(