ثوابت الحضارة الأمريكية .. وثوابتنا نحن
2009-05-27
أتابع ما بدأت به في تدوينة سابقة، في تلخيص كتاب (الفردوس المستعار والفردوس المستعاد) …
إليكم رابط تحميل المخلص كامل
doc
odt
مقارنات مدهشة ..!!!
لا تهتم تلك العقيدة الدينية كثيراً برأيك في الحياة الاخرة، لكنها، دون أن تعي أنت ما يدور ستضعف صلتك بها وستؤثر على إحساسك بالآخرة وعلى استشعارك لمعانيها
سيقول الدين الجديد، دون أن يقول ذلك حقاً، بينما تحاول أنت أن تتحسس جنتك وآخرتك التي يفترض ان تكون دافعك وحافزك في حضارك .. تقول لك جنتك إن فيها (أنهاراً من عسل ولبن صاف) لتشجعك على المضي إليها .. على العمل من أجل الوصول إليها.. تحاول ان تركز .. تستجمع حواسك .. تحاول على الأقل ذلك لكنك لا تجدها أصلاً .. فحواسك قد استهلكها الدين الجديد ، وعندما تحاول أن تركز لتنفذ في المعنى (أنهاراً من عسل ولبن صاف) تجد الدين الجديد يستردجك .. عسل ولبن فقط؟
من أي نوع يا ترى؟؟ وماذا عنو (الببسي كولا) و (الكوكا كولا)؟ ماذا عن عشرات الأنواع من المشروبات الغازية المنعشة .. ماذا عن مشروبات الطاقة .. ماذا عن العصائز الطازجة، يشحب في خيالاك العسل واللبن الصافي ….!!!
(لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً) تحاول أن تتخيل المشهد .. فيغطي على خيالك صوت الهواء المنعش القادم من جهاز التكييف الحديث الذي رأيته في الإعلان الليلة الماضية!!
(إنّا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عُرباً أتراباً لأصحاب اليمين) تحاول ان تتخيل هذا الإنشاء فلا يخطر على بالك غير نجمات (هوليود) وحسناواتها الفاتنات وأساليب إثارتهن المتنوعة .. لقد شكلت هوليود إطار أفكارك وحدود خيالك، ودخلت حتى في تشكيل ذوقك وطراز شهواتك!! لقد دخلت غرفة نومك وانتهكت هناك كل خصوصياتها بل واملت عليك ما تفعله وما لا تفعله ..
لقد شكلت أمريكا ادق خصوصياتك ..
تعود للتركيز في الحور العين .. تجد امريكا مرة أخرى بإنتظارك ..
أف .. لقد أفسدت امريكا عليك دينك ..
إياك أن تنكر !!! إياك!!
نعم فلنواجه الحقيقة ..
أمريكا لم تدخل بلادنا إلا بعدما دخلت كل تفصيل من تفاصيل حياتنا ..
دخلت مطابخنا ومن ثم في تذوقنا للأكل … دخلت في ملابسنا .. وماذا نلبس وكيف .. دخلت في اوقات فراغنا .. كيف ستقضيه يا ترى؟ هل ستلعب لعبة (الفيديو) الأمريكية أم ستتابع برنامج (الحوار) الأمريكي .. أم لعلك ستقضي الوقت في مشاهدة الفيلم الأمريكي وتشرب الببسي الأمريكية وتأكل البوب كورن الأمريكي …
أكثر من ذالك ..
لو طلبت منك أن ترد فوراً ودون أن تفكر أبداً وسألتك عن هدفك في الحياة، لكان ردك الفوري والعفوي يتضمن شيئاً من ذلك الحلم الأمريكي وحيازة سلعه ورفاهيته ولانهائيات متعه ..
نعم لو فكرت قليلاً لجعلت ضمن ذلك (بناء اسرة إسلامية سعيدة) و (إرضاء الله ورسوله ) وغيرها من الكلمات الجميلة ..
كل ذلك غير مهم ولا يؤثر على امريكا … صل كما شئت ..
إنها تريد دماغك ..
وقد أخذته …
هذا ما تريده امريكا … أن يكون دماغك (صنع في أمريكا) ..
كان الباقي مجرد تفاصيل ..
فلنعترف بذكاء امريكا …
إنها لا تقول لك قط : إنه لا آخرة هناك .. وإنه لا فردوس ينتظرك عند نهاية رحلتك الدنيوية وإلا خسرتك مباشرةً .. إنها أبداً لن تتورط في إنكار الآخرة .. بدلاً من ذلك سيقوم الحلم الأمريكي بقتل مفهوم الجة والفردوس في داخلك وتحنيطه .. ستقدم فردوسها الأرضي الذي سيشوش أفكارك ورؤاك وحوافزك .. ستقول لك عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة .. فكيف بعشرة عصافير، ملونة، في يدك .. وعصفور واحد غامض غير واضح محجوب بحواجز الغيب غير المنظور!!!
كل هؤلاء الذين تراهم يصفقون ويؤيدون العَلمانية والديمقراطية والليبرالية والتنوير والعولمة والحرية ما كانوا ليهتموا بها لو أنها لم تزين مجيئها بوعود الرفاهية والترف والسلع والكماليات ..
كل الباقي مجرد تفاصيل …
# علينا أن نعترف أن الأمور لا تسير على ما يرام ..
فالبعوضة قد تدمي مقلة الأسد ..
وسيفرح هذا جداً قبيلة البعوض، كما أنه سيشمت حيوانات الغابة الأخرى التي طالما استعبدها الأسد ..
لكنه سيظل رغم ذلك كله ملكاً للغابة
بمعنى آخر ، قاذقة (الآر بي جي) يمكن لها ان تحرق دبابة أمريكية، وتستطيع طلقة أن تقتل الجندي الأمريكي .. لكن اياً من هذه الأسلحة لن تستطيع أن تقتل ذلك الفردوس الذي زرعته امريكا في الرؤوس .. لا تستطيع أن تصيب (الحلم الأمريكي) الذي هو عقدة الأمر كله …
# أكرر ما قلته من أن الإحتلال لم يبدأ يوم دخلت الدبابات وإنما بدأ يوم صارت مقاييسنا تنصب على ما هو هناك وتقارن بما هو هناك، يوم صار : أن نكون هناك أعز أمانينا .. وان يصبح بلدنا مثل (هناك) هو أقصى طوحاتنا .. من هناك بدأ الإحتلال ..
إنها الحقيقة الشاخصة .. لا شيء يستوجب الإنتظار إلى الآخرة .. إنها أمامكم .. إنها أمريكا ..
# أكبر كذبة وأسخف كذبة وأخطر كذبة إنطلت علينا، نحن المسلمون، ان المسلمين الأوائل إنما صنعوا حضارتهم من أجل فردوس اعلى، يعج بالحور الحسان وبالغلمان، وبأنهار اللبن والعسل .. والسعادة الأبدية.
نعم كانت الاخرة في حساباتهم بقوة شديدة جداً، لك ذلك الفردوس الذي يستحقونه كان من اجل فردوس آخر دنيوي يبنونه .. إنه فردوس التوازن والتلائم مع الفطرة الحقيقية الإنسانية الثابتة، حيث لا ثراء فاحش ولا فقر مدقع، ولكن توازن يجفف منابع الجريمة .. نعم لقد كان ذلك المجتمع هدفاً وغاية في الوقت الذي كانت الجنة فيه هدفاً وغاية
نعم.. ما كان للغيب أن يطغى على الواقع، ما كانت الجنة الموعودة إلا نتيجة نهائية، تحصيلاً حاصلاً لذلك الجهد الدنيوي ..
ولكن اليوم … للأسف … لم نعد نملك قيماً في داخلنا تحركنا … لقد فقدناها
**# لا يمكننا مواجهة امريكا بالأسلحة [ فقط ] ، ولا يمكننا مواجهة الحلم الأمريكي بالسلاح أبداً **… يجب أن نعمل على إستعادة فردوسنا …وهنا تكمن المواجهة .. فكرة مقابل آخرى … فردوس مستعار .. في مقابل آخر مستعاد ..
وسيكشف القناع المستعار .. عن الحقيقة هناك … أعلى نسبة طلاق في العالم .. أكبر معدل جريمة في العالم، اعلى معدل إغتصاب، اعلى معدل إغتصاب محارم أيضاً، أكبر معدل لتفكك الأسر على الإطلاق .. نسب إنتحار بأرقام فلكية .. أكبر معدل للإصابة بالأمراض النفسية، أكبر عدد من العيادات النفسية .. أكبر معدل للأطباء النفسيين للفرد الواحد!!
رؤوسكم و رؤوس أولادكم هي ساحة القتال .. هي الأهم في النهاية .
سأكتفي بهذين الجزأين، في تدوينتين، لقراءة المخلص كاملا أشير إلى الروابط أعلاه
أتمنى أن أسمع تعليقاتكم ومناقشاتكم بعد قرائتكم للمخلص كاملا