الخلفاء الراشدون بين الإستخلاف والإستشهاد
2009-02-28
وقفة مع الكتاب ….. المؤلفه الدكتور صلاح الخالدي.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الخلفاء الراشدون بين الإستخلاف والإستشهاد هو أول كتاب في تاريخ المسلمين أقرأه، وأسال الله أن ينفعني به وييسر لي قراءة تاريخ المسلمين أجمع وأنول العبرة والعظة منه …
الكتاب (وهو العنوان الأول من سلسلة “قبسات تاريخية”) يميزه ما يلي:
الحجم المختصر (بالنسبة لباقي كتب التاريخ) فعدد صفحاته 296.
إعتماده على الروايات التاريخية الصحيحة فقط ومن أوثق المراجع.
إعادة صياغته (بشكل بسيط) بأسلوب أدبي رفيع وميسّر.
توضحيه للكثير من الغوامض، وتعليقه على الكثير من الأحداث.
تفصيله الطويل للفتنة بين المسلمين في زمني عثمان وعلي
وجبة ثقافية تاريخية دسمة ومفيدة ومختصرة.
يبدأ الكتاب أولا بعرض (القبسة الأولى: مرض الرسول ووفاته) : الشيء الجميل هنا أنك لن تجد شيئاً من الموضوعات والروايات الضعيفة وما أكثرها في هذا الباب، فترتسم هذه القبسة في ذاكرتك كما حدثت دون زيادة أو نقصان.
تليها (القبسة الثانية أبو بكر الصديق رضي الله عنه بين الإستخلاف والوفاة): تعرض مشاهد صغيرة مقتضبة، عن كيفية اختياره خليفة للمسلمين ومحاربته لمانعي الزكاة ووفاته رضي الله عنه.
وتليها (القبسة الثالثة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين الإستخلاف والإستشهاد) ولم يلفت نظري في هذه القبسة إلا أمرين:
معرفته رضي الله عنه أنه سيقتل قتلاً وبقتله تبدأ فتن المسلمين.
رباطة جأشه بعد أن طعن، فبقي هو هو رضي الله عنه في قوته وصلابته وبأسه.
الفتنة ( القبسة الرابعة “عثمان بن عفان” + القبسة الخامسة “علي بن أبي طالب” رضي الله تعالى عنهما بين الإستخلاف والإستشهاد):
وأحداث الفتنة تقع في 200 صفحة تقريباً من أصل 296! فنالت بذلك نصيب الأسد.
عَرضُ الفتنة وتفصيلها وتوضيحها من أصح الروايات هو مايميز هذا الكتاب (برأي) فقد أجاد المؤلف – حفظه الله – بالنقل والتهذيب (اللغوي) وبإعتماده على الصحيح من أوثق المراجع، وفصل وأطل، وأبان دور اليهود – عليهم لعنة الله – في كل ذلك.
وهذا ما كان ينقصني بشكل رئيسي، فتوضحت الصورة في ذهني وعرفت الأمر كما جرى دون الإضافات التي كنت أسمعها من هنا وهناك.
وأذكر هنا أمران مهمان ذُكرا في المقدمة:
“إنه تاريخ المسلمين، وليس تاريخ الإسلام، ونحبُّ أن نؤكدَ على هذه الحقيقة، التي قد يُغالِط بها بعض المغرضين أو المخدوعين.
ليس كلُّ تاريخ المسلمين هو تاريخ الإسلام، ولا يصلحُ تاريخ المسلمين أن يكون حَكَماً على الإسلام!”.
“إن الإسلام لا يعترف إلا بالحياة الكريمة التي عاشها المسلمون، لمَّا ارتبطوا به، وهو لا يقبلُ إلا الأحداث التي صَنعها هو لهم، والمجد الذي بناه هو لهم، والطريقَ التي رسمها هو لهم، والعزةَ التي قدمها هو لهم!”.
لم أشأ هذه المرة – وعلى غير عادتي – أن ألخص الكتاب أو أستخلص أهم الأحداث، لأنه لابد من قراءة الكتاب كامله، وانه ليخرج عن قدرتي (فيما يخرج) تلخيص كتبٍ كالتاريخ لما أرى من صعوبة بالغة في ذلك.
ولربما كان لي وقفات أخرى مع سلسلة القبسات التاريخية هذه.
والسلام عليكم.