جهودي في تحسين لغتي الإنكليزية
2018-10-12
قررتُ منذ قرابة العام والنصف أن أبذل جهودًا إضافية لتحسين مستوى لغتي الإنكليزية. كمعظم الطلاب السوريين الذين درسوا في المدارس والجامعات الحكومية، لم تكن الإنكليزية أكثر من حصّة دراسية أخرى نريد أن نُحصّل بها علامة النجاح أو علامةً جيدة كي تُضاف إلى المجموع النهائي، دون أي استخدام فعلي لها هنا أو هناك. ثم غالبًا ما نقف أمام حيوية هذه اللغة في جميع المجالات حائرين ماذا نفعل لكي نكتسبها! في هذه التدوينة أستعرض الجهود التي بذلتها خلال تلك الفترة.
الاستراتيجية المُتبّعة
الاستراتيجية المتبعة بسيطة (ولا أدري إن كان هناك استراتيجيات أخرى) وتتمثل في أن تحيط نفسك باللغة الانكليزية، تلقيًا وتفاعلًا، هذه هي باختصار، الأدوات والوسائل المذكورة هنا مجرد اختيارات وتفضيلات شخصية، استبدلها بما تريد، فغالبًا ما أفعل ذلك كل بضعة أشهر.
المحادثة
إجراء محادثة وخوض نقاش بالإنكليزية كان أضعف المهارات لديّ بطبيعة الحال. في البداية قمتُ بالتسجيل بمعهد محليّ (يُدعى Amrikan Kültür) في مكان إقامتي، ووقع اختياري عليه لأمرين: وجود مدرّس أمريكي لجلسات المحادثة (جلستين أسبوعيًا، بالإضافة إلى جلستين لدراسة اللغة بالطريقة التقليدية)، ورسم اشتراكه المنافس لمعاهد أخرى (600$ لأربعة أشهر) (تحديث؛ وهو مبلغ ليس بالقليل بكل الأحوال هنا في تركيا، لكن الاستثمار لتقوية اللغة الإنكليزية أولوية تستحق إنفاق بعض المدخرات).
أعجبتني التجربة كثيرًا، اجلس مع متحدّث أصلي، وابدأ النقاش معه. استمر على ذلك لعدّة أشهر وستلحظ تحسّن كبير في تعاطيك للغة.
بعد إنتهاء اشتراكي ضمن المعهد بفترة جيدة فضّلت تجربة الدروس الخصوصيّة وذلك للحصول على وقت أطول للحديث في الجلسة الواحدة مقارنةً مع المعهد حيث تتشارك مع طلبة آخرين الساعة نفسها للحديث.
هكذا تعرّفت على موقع italki الذي يجمع بين متعلمي ومُعلمي اللغات بخيارات متعددّة. فأولًا يمكنك أخذ دروس من أساتذة معتمدين في تدريس اللغات (سعر الساعة لا يقل عن 25$ للمدرّسين من الولايات المتحدّة)، أو من ناطقين أصليين لكن ليس لديهم خلفيات أكاديمية ضمن مجال التعليم، (في حدود 14$ للساعة)، أو أن تتعرف على أصدقاء حول العالم، بحيث تُساعدهم بتعلّم اللغة التي تتقنها مجانًا مقابل أن يساعدوك بدورهم في تحصيل لغتهم.
البحث عن صديق من الولايات المتحدّة يرغب بتعلّم العربيّة وتتقاطع أوقات فراغه مع أوقات فراغي كان أمرًا صعبًا، لذا اتجهت للخيار الثاني، وهو خيار بتكلفة معقولة، وهكذا واظبتُ على محادثات بطول ساعتين ونصف وسطيا في كل شهر، منذ قرابة الـ 14 شهرًا، وهي ليست وتيرة جيدة لكنها على الأقل تبقيني على ممارسة دوريّة.
الكتابة
ثاني أضعف المهارات بعد المحادثة، أو أقلها ممارسةً لديّ. كتابة النصوص أكثر صعوبة من إجراء المحادثة، فأثناء النقاش يمكنك أن تستعين بلغة الجسد، أن تلتف على الكلمات التي لا تعرفها، تأخذ انطباعات مباشرةً إن لم يفهمك الطرف الآخر وتُعيد محاولة إيصال المعنى، كما ستكون أخطاءك في القواعد أقل أهمية.
في الكتابة أنت بحاجة لبناء جملة سليمة قواعديًا، كتابة أفكارك باستخدام التعابير المُستخدمة بالإنكليزية وليس ترجمتها حرفيًا من لغتك الأم، الانتباه لعلامات الترقيم وتفاصيل أخرى كثيرة.
في البداية كنتُ أكتب بعض النصوص ثم أناقشها مع المدرس الشخصي في italki، وقد أعجبني هذا التمرين، حيث بدأتُ تدريجيًا أتلافى أخطائي. لاحقًا قررتُ إنشاء مدوّنة شخصيّة بالإنكليزية وأن أنشر عليها بعض النصوص بحيث أتشجع أكثر على الكتابة (لم أنشر سوى ثلاثة مواضيع هناك!).
تعرّفت خلال تلك الفترة على بعض الأدوات التي تجري تصحيحًا تلقائيًا للأخطاء النحويّة وغيرها في النصوص الإنكليزية، وساعدني هذا على الكتابة بثقة أكبر، والتعرّف على المزيد من أخطائي (لا أظن أن هذه الأدوات تُقدّم دقة مطلقة في التصويب).
الأداة التي استخدمتها تُدعى Grammarly وأعتقد أن خطتهم المدفوعة تستحق الاشتراك بالفعل.
القراءة
ممارسة المحادثة والكتابة هما وجهان لعملة واحدة، أن تتعلم اللغة بشكل إيجابي، أن تدخل في نقاشات وجدالات وتكتب وتنبّش بالقواميس حول ما تريد إيصاله.
على نفس الأهمية يجب أن تتلقى اللغة وبكميات عالية بحيث تختمر أساليبها وكلماتها في داخلك وتتمكّن من مزاولتها بطلاقة أعلى، وهنا تأتي القراءة والاستماع.
المادة الرئيسية التي استهلكتها خلال العام الماضي كانت المقالات، لا سيما من على منصتي بوكت وميديم. Pocket وهي منصّة لاكتشاف المقالات الأعلى تداولًا بين المستخدمين، حيث تُحدد ضمن حسابك الاهتمامات الخاصّة بك، تتابع المستخدمين الذين تُعجبك ترشيحاتهم، ليصلك محتوىً يُتوقّع أن يلفت انتباهك. (أسعدني تصنيف Pocket لحسابي هناك كواحد من أعلى الحسابات قراءة على المنصّة :) )
أيضًا أنشأتُ حساب ضمن منصّة Medium والتي تختلف عن بوكيت بكونها منصة للنشر، حيث ينشر الكتّاب مقالاتهم على مدوّنات ضمن المنصة، الحساب كذلك مجاني (بعض المواد متاحة فقط بعد ترقية حسابك إلى مدفوع)، ويمكنك تحديد اهتماماتك، متابعة بعض الكتّاب، أو بعض الناشرين على المنصّة ليصلك كل جديد.
اختيار قاموس جيد ويُقدّم لك تجربة استخدام مريحة أمر مهم للغاية، سواءً أثناء القراءة وغيرها، وسأتحدث عن ذلك بعد قليل.
بقيتُ مستهلكًا لمواد هاتين المنصتين قرابة العام، ولكني وجدت نفسي وقد توقفت عن استخدامهما خلال الأشهر الأخيرة.
الاستماع
هذه أبسط مهارة يمكن العمل عليها. الأفلام، المسلسلات، الدورات التعليمية، مقاطع اليوتيوب. أطنان من المحتوى متوفرة في كلّ مكان. لا أظن أن هناك شيء يمكنني أن أضيفه سوى عدم استخدامي ل subtitles عربي لأكثر من 90% من المحتوى المرئي الذي شاهدته وهذا أمر وجدته مفيدا من تجربتي في تعلم التركية، حيث ساعدني الاستماع الكثير دون فهم معظم ما يُقال إلى فهم اللغة ومزاولتها.
لا يوجد أهمية لذكر ما شاهدته، ابحث عن ما يعجبك ويثير اهتمامك أنت فقط.
أدوات
مجددًا الأدوات التي أذكرها هنا مجرّد اختيارات شخصيّة، قابلة للتغير. ولكن خلال تلك الفترة اعتمدتُ على:
-
قاموس أكسفورد للمتعلمين: استخدام قاموس انكليزي - انكليزي مهم كي تصل إلى مرحلة التفكير باللغة التي تتعلمها. قارنتُ عدّة قواميس مع بعضها ووجدت اكسفورد للمتلعمين أوضحها بالشرح، بالإضافة إلى النطق الصوتي للكلمات والجمل وميزات أخرى. إن كنتُ سأنصحك بأداة واحدة فقط فستكون هذه. اشتريتُ النسخة الخاصة بأندرويد وسعرها كان معقولًا للغاية على ما أذكر.
-
قاموس اكسفورد للمتلازمات اللفظية، مثلا ما هي الصفات والأفعال التي تتلازم عادةً مع كلمة Task، هذا يفيد في بناء تراكيب متوافقة مع ما يستخدمه الناطقون الأصليون للغة.
-
قاموس Dict Box على الأندرويد أو أي قاموس آخر يُقدّم ميزة الترجمة الفورية على هاتفك، والتي تعني إظهار ترجمة الكلمة فورًا عند تحديدها أو نسخها، بما يوفر عليك وقت التنقل بين التطبيقات.
-
قاموس Goldendict للينكس، ويقدّم نفس الميزة تمامًا. كنتُ قد كتبت مُسبقًا دليلًا مُفصلًا عن كيفية استخدامه وإضافة القواميس العالمية الشهيرة له هنا.
-
قاموس Reverso يُقدّم أمثلة ترجمة سياقية تُساعد على فهم بعض التعابير المعقدة.
-
قناتين على اليوتيوب لتدريس أصوات اللغة الإنكليزية (حسب النطق الأمريكي)؛ القناة الأولى، الثانية.
-
اشترك في مجتمع للنقاش (مثل Reddit)، حيث تمضي الوقت في القراءة والنقاش دون أن تشعر :D
نقطة أخيرة
اهتم بالجوانب التي تعرف ضعفها لديك، فالتركيز على جانب ما قد يكون ممتع أو مشوق مثل سماع الأغاني أو مشاهدة المسلسلات، رغم ما سيعطيه من فوائد ولكنه سيغطي عن القصور في المهارات الأخرى.
تحديث 2: نوهني الأخ فهد السعيدي إلى ذكر شيء عن مقياس التقدم، يعني كيف كانت نتائج اتباع الاستراتيجية السابقة. في العموم أصبح استهلاكي للمواد المكتوبة باللغة الإنكليزية أكثر سهولة، خلال الأشهر الماضية قرأتُ خمسة كتب أجنبية (جميعها في مجال البرمجة). انتقلتُ للعمل مع الفريق البرمجي في المؤسسة حيث أعمل (الإنكليزية هي أداة التواصل لموظفين من مختلف الجنسيات)، وبتّ أكثر فعاليّة في مشاريع الترجمة التي لا زالت تصادفني أحيانًا (آخرها كان تحديث لبعض فصول عدّة الأمان الرقمي).