هل نستطيع حقًا حماية خصوصيتنا؟ التفكير بأسلوب 0/1
2016-06-03
مع كل اختراق أمني كبير من نوعه هناك كليشة تُعاد وتكرر.
– الـ FBI استطاعت كسر تشفير جهاز الآيفون.
– الـ FBI استطاعت اختراق شبكة Tor وكشف هوية تجار مخدرات وغيرها من المواد الممنوعة.
– اكتشاف ثغرة القلب النازف في مكتبة OpenSSL وإصابة مواقع كبرى بها.
– تسريبات تُؤكّد تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على مستخدمي المُنتجات التقنية المعروفة.
وغيرها من الأخبار التي تتناول اختراقًا في تقنية كان يُعتقد أنّها محصّنة كفاية ويمكن الوثوق بها واعتمادها لضمان الأمان والخصوصية على شبكة الإنترنت، مثل تقنيات التشفير، Tor، SSL إلخ. في مثل هذه الحالات هناك نوع من التعليقات المتكررة والتي تكون على شاكلة:
– لم يعد الأمان أو الخصوصية ممكنان في عصر غوغل وفيس بوك.
– مفيش حاجه اسمها خصوصية طول مانت Connected. إلخ
https://twitter.com/DotSecurity/status/727661853116076032
بالعودة إلى موضوعنا فإنّه من أساسيات الأمان والخصوصيّة تحديد «خريطة المخاطر» الخاصّة بالفرد، أي الأشخاص و الجهات التي يُحتمل أن تُهدّد بياناته والمخاطر التي يُتوقّع أن يتعرّض لها.
وبالنظر إلى محيطنا العام نجد أن معظم الأشخاص المهتمين بالحماية والخصوصية لا يتهربون من الـ FBI لحماية نشاطاتهم المتعلقة بتجارة المخدرات أو المواد الإباحية الخاصة بالأطفال أو غيرها. بل غالبًا ما تكون الحماية من متطفل يريد اصطياد حسابنا الشخصي على فيس بوك أو غوغل، أو من صعلوك يحاول اختراق حواسيبنا لقصد سرقة البيانات أو التطفل أو الإيذاء.
كذلك نشطاء حقوق الإنسان، الإعلاميون، المناضلون ضد الاستبداد والعبودية، يحمون أنفسهم من الجهات الحكومية أو تلك التي ينشطون ضدّها، وكل ما نعرفه وما اختبرناه يُؤكد أن الوعي بأساسيات الحماية وتطويع سلوكياتنا لتتوافق معها يُوفّر أمان عالي المستوى من الجهات السابقة.
أجل لا توجد حماية 100% بالتأكيد، لكن ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلّه، فإذا كان بمقدور وكالة مثل NSA التجسس على بياناتي فهل أجعل نفسي أسهل الضحايا لحكومة محليّة أو لمتطفّل يراهق باصطياد الحسابات؟