لماذا لا أشارك على منصة كورا
2020-04-23
أُعلن في كانون الأول \ ديسمبر الماضي عن إطلاق النسخة العربية من موقع كورا، وهو موقع تُطرح فيه الأسئلة لُيجيب عنها رواد المنصة، إما بناء على آرائهم وتجاربهم الشخصية، أو بناء على حقائق ومعلومات ثابتة.
الزخم الذي رافق إطلاق الموقع، وأسلوب الإنضمام الذي كان يقتصر على الدعوات بدايةً ذكرني بالأيام الذهبية لحسوب آي أو، المشاركات الغنية والنقاشات الرائعة التي كانت تجري هناك. والتي خبت لاحقًا (أو هكذا أظن على الأقل) متأثرةً بعوامل عدّة (يسهل تعدادها لكن يصعب التأكد من صلتها).
على العموم، تزداد المسؤوليات والمشاغل بين العشرينات والثلاثينات بشكل كبير؛ ما يجعل إمضاء الوقت على مواقعٍ ومنصات جديدة أقل شيئًا فشيئًا. كما يقل الحماس للجديد حتى لو بدا جيدًا. فمعظم شركات الويب التي نشتكي اليوم من حجمها المخيف وسلطتها الواسعة على روادها من خلال خوارزمياتها السريّة، كانت في البداية شركات وادعة وواعدة. تفتح بياناتها للجميع، تعد بشفافيةٍ غير مسبوقة، وحريةٍ لا قيود لها. ثم تمضي السنوات ويتغيّر معها كل شيء.
هذا مع المنصات التي تبدو جيدة، فكيف مع تلك التي هي ليست كذلك منذ يومها الأوّل.
عودةً إلى كورا وجوابًا على سؤال: لماذا لا أشارك على المنصة هناك؟
-
لا يمكن تصدير إجاباتك في كورا، بحيث تحصل على نسخة كاملة من مشاركاتك هناك عندما ترغب، أو في حال قرّرت الشركة المالكة إغلاق الموقع. لا يوجد API عامة تسمح للمبرمجين بمساعدة من يرغب بذلك. ولا يُسمح بتجريف البيانات من الموقع.
-
كورا تمنع أرشيف الإنترنت من أرشفة المحتوى المنشور هناك. لذا لا نتائج في الأرشيف عن كورا.
لإعطاء بعض السياق، كورا تجادل أن أرشيف الإنترنت لا يسمح لها إدخال التعديلات على ما تمت أرشفته بالفعل. فإن قرّر أحد رواد الموقع تغيير رأيه لاحقًا في إجابة نشرها أو حتى حذف الإجابة كلها فلن يكون بالإمكان إدخال هذه التعديلات على أرشيف الإنترنت. لكن هذه هي طبيعة الأعمال الإعلامية والمعرفية، ما إن تنشر كتابًا للعلن أو تذيع حلقة تلفزيونية ما لن يعود بإمكانك سحبها من السجل العام. سيبقى هناك من سجّل تلك الحلقة أو صوّر ذلك الكتاب.
- وباعتبار أن كورا يعود لشركة تسعى للربح وتحقيق الدخل (وهذا شيء طبيعي ولا مشكلة معه)، وعلى اعتبار أنهم يحتفظون بالمحتوى لأنفسهم فقط دون إمكانية للتصدير أو الأرشفة، فسيناريو فقدان كل المشاركات هناك في حال انهيار الشركة هو سيناريو مُحتمل.
قد يتحمّل المحتوى المنشور باللغة الإنكليزية على الإنترنت هكذا خسارة، لكن بالتأكيد ليس المحتوى العربي، والذي لا يمكن مقارنة حجمه بباقي اللغات.
- ليس فقط أنهم يحتفظون بالمحتوى لأنفسهم فقط، بل ويفرضون قيودًا على الزوار الذين لا يملكون حسابًا. نقرت منذ قليل على إجابة نشرها أحد الأصدقاء على الموقع فتمكنت من قرائتها دون حساب، حاولت بعد ذلك الضغط على بعض الأسئلة المُقترحة ضمن الصفحة فلم أستطع زيارة أيًا منها:
البديل؟
ابدأ مدونتك الشخصية المجانية الآن، وهي مساحة حرّة لمشاركة أفكارك وتجاربك مع العالم دون أيّ من القيود السابقة أعلاه.
أو على الأقل، احرص على إعادة نشر مشاركاتك ضمن كورا على مدونتك. بهذه الطريقة أنت تجعل من معارفك وتجاربك جزءًا من الذاكرة البشرية الحيّة على الإنترنت، بدلًا من أن تكون مخطوطة في مكتبة سريّة يُخشى فقدان مفاتيحها في أية لحظة!
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Evan Dennis من موقع Unsplash.