مذكرتي بتاريخ 21/1
2008-12-07
ها هي نهاية عام آخر تطل علينا عما قريب، مَن منا لم يحسن ويسيء في هذا العام ؟ هو شخص لا يتحرك أساساً، فمن يعمل ويحاول فهو معرض للفشل أو للنجاح، ومن هنا كان الفشل دليلاً دامغاً على الحركة!
مَن منا سيخسر مع نهاية هذا العام ؟ هو شخص واحد فقط ! ببساطة هو ذاك الذي لن يقف وقفة تأملية طويلة، يسترجع فيها أبرز الأحداث والمواقف التي مر بها، وكيف تعامل معها ؟ وكيف يقيمها اليوم ؟
الشخص الخاسر ليس هو الشخص الذي فشل في مشروع عمله أو رسب في عامه الدراسي أو أخفق في علاقة إجتماعية مهمة، لا ! بل هو ذاك الذي لن يستخلص العبر والدروس من هذا الفشل مع إطلالة نهاية العام، هو الإنسان الذي لا يدري لِمَ وقع في ذاك الخطأ ؟ وكيف يستفيد منه ؟ وكيف يصححه –إن أمكن- ؟ أما من يفعل ذالك فهو فرد متميز بلا شك. والشخص الرابح ليس الذي يحقق نجاحاً ما، أو إنتصاراً معيناً، ما لم يدرسه ويحيط به جوانب إدراكه، ويرى توافقه مع المعيار الأول في حياة المسلم : هل يرضى عنه الله؟؟
هو عام آخر يمضي إذاً، أعلم أنه ليس ككل الأعوام التي سبقته، ودليلي الذي لا يقبل الدحض هو قرائتك لهذه السطور !! إن شعورنا بمشكلة نعاني منها – شعوراً كافياً يدفعنا للعمل على التغيير، فنتحرك باحثين عن المرشد .. عن الحقيقة .. عن المعرفة .. عن النور الذي سيغيرنا إلى الأبد، فنقبل –من جملة ما نقبل عليه- على القراءة، قراءة الكتب والمقالات والمطولات والمختصرات .. فتقع بين يديك هذه المذكرة فتكون دليلاً على أنَّ هذا العام هو عام السعي إلى التغيير لديك!!
نعم ! لقد فرحتَ هذا العام، ولكن بماذا ؟ وحزنتَ .. ولكن عن ماذا؟
إن حياتنا اليومية التي تموج بزخم الحضارة المادية والسعي اللاهث وراء ملذاتها، أنستنا – بحق – أنفسنا، فما عدنا نقدّر ذواتنا ونحبها ونحترمها وندرك جوانبها المختلفة ونعي بملامحها ونعمل على صقلها وتهذيبها.
لأن هناك علاقة عكسية بين زيادة مشاهدتنا للتفاز و تشوه روحنا! أقولها لك : إن متابعتنا لحياة الآخرين على الشاشات الرقمية أذهلتنا عن مسيرة حياتنا نحن !
لأن المادة وهوى النفس والتثاقل إلى الأرض و الوهن، كل ذلك أبعدنا عن الخط الرباني كخط أساسي مكّون لشخصياتنا، فاضمحلت هويتنا ورحنا نبحث عنها في سلة الغرب، بما فيها من أفكار وسلوكيات ومواقف ذهنية وآراء وانطاباعات وقيم .. فخنقنا ذواتنا من حيث أردنا لها الخلاص !!
لأجل ذلك كله تبعنا توافه الأمور، فالإناء اذا لم تملئه ماءً مُلئ بالهواء، و ثمَّ كان فرحنا بأشياء لا تستحق الفرحة ، وحزننا عن أشياء لا تستحق الحزن عليها.
في نهاية هذا العام، اود أن أعترف لك بشيء مهم، أرغب في ان أبوح لك ببعض الأشياء التي اكتشفت أهميتها أثناء الرحلة الأكثر إثارة في حياتي … رحلة التغيير .. لكن الوقت أدركني اليوم .. فليكن ذلك في يوم آخر إن شاء الله .. والسلام عليكم.